العيد بقطر.. احتفاء بالتقاليد والثقافة المتوارثة

“العيد جاكم (جاءكم) ورمضان تعداكم (انتهى)” جملةٌ موروثةٌ تتناقلها الأجيال عن انتهاء الشهر المبارك، الذي تبقى فيه التقاليد حاضرةً في المجتمع القطريّ، بدءًا من الاستعداد للعيد في العشر الأواخر من رمضان، وانتهاءً بفعاليات العيد في المناطق المفتوحة.

ورصدت W7Worldwide للاستشارات الإستراتيجية والإعلامية أبرز مظاهر العيد القطريّ، ومنها:

1. زينة العيد: تهتم العائلات القطرية بزينة العيد في الملبس، والمنزل، إذ يقوم الرجال بخياطة أثواب جديدة مع شراء البشت والعقال والغترة، وترتدي النساء والأطفال فساتين جميلة أو ملابس عصريّة أو جلابيات مطرّزة، مع تخضيب أيديهن بالحناء، وارتداء العباءات التي تحمل الطابع التراثي القطريّ بخامات ملونة جميلة، وتبدأ تلك التحضيرات في العشر الأواخر من رمضان، بشراء الفاكهة، والملابس، وتحضير الحلوى كاللقيمات، والعصيدة، والبلاليط، وهو ما يُسمّى بـ (افالة).

2. العيدية.. وليمة واحتفاء: يسعد أطفال قطر ليلة العيد بقدومه، ويجوبون حيّهم؛ لتهنئة الجيران، والحصول على العيدية، مرددين العبارات التقليدية والأهازيج السعيدة، كما تحضّر العائلات وليمةً أول العيد يُدعى إليها الأقارب والأصدقاء في بيت كبير العائلة (العود)، وتكون عادةً (ذبيحة) بطريقة طبق (المكبوس: أرز ولحم أو دجاج)، إضافةً إلى الحلويات والفطائر والقهوة العربية، مع تبخير البيت وتعطيره، ويُحتفى بخروج الضيوف بتعطيرهم بالعود؛ عملًا بالمثل الشعبي: (ما عقب العود قعود).

3. الصدقة وجهٌ آخر للترابط الاجتماعيّ القطريّ: تتفق العائلات في قطر على أوجه البر ومنها الصدقات، كما أن أبواب القطريين مفتوحة للزائرين طوال مدة العيد.

4. الاحتفالات في كل مكان: تبدأ الاحتفالات القطرية كبقية البلدان الإسلامية منذ صلاة العيد صباحًا، ثم تجتمع العائلات على الوليمة، ويتبادلون الهدايا والتبريكات، والعيديات، كما أن هناك احتفالات متنوعة، وألعابًا نارية تُقام في جميع أنحاء قطر كمواقع التسوق، والمساحات الخارجية مثل: سوق واقف، والكورنيش، ودرب لوسيل، والحدائق العامة، ومشيرب، وميناء الدوحة القديم، وغيرها. ويحوي بعضها أنشطة تراثية كعروض الحرف اليدوية القديمة، كالحدادة، والنجارة، والخزازة، والعطارة، وكذا الألعاب الشعبية للأطفال.

5. العرضة القطرية: يحتفل القطريون بالعيد بفن العرضة، إذ يصطف الرجال صفين يفصل بينهما أمتار، وتُضرب الطبول والدفوف، ويغنّي أحد الشعراء أو الحفّاظ أبياتًا يستمرّ في ترديدها، ويرد عليه آخر، فيما يُسمّى بـ (الشيلة)، كما أن الرقص بالسيوف شائع خلال العرضة، ويرتدي الرجال البشت وثوب (الشلحات) الأبيض المتميز بأكمامه الطويلة والواسعة خلال الشيلة.