<

يشترك كل من العلاقات العامة والإعلان في الاهتمام بالتسويق للعلامة التجارية، ومع ذلك فهما مختلفان تمامًا، ويُمكن بيان ذلك بالآتي: حين ترغب الشركة باستخدام الإعلان استراتيجيةً للتسويق فإنها ستدفع مقابل حجز مساحة إعلانيةٍ، أو وقت لعرض الإعلان كما يحدث في اللوحات الإعلانية على الطرق أو التلفاز أو إعلانات اليوتيوب المدفوعة، وتقرّر الشركة على ذلك وقت نشر أو بث الإعلان ومدته بحسب السعر الذي دفعته، أما لو اختارت العلاقات العامة استراتيجيةً للتسويق فستسلك منهجيةً مختلفةً تمامًا؛ وستعتمد على المؤتمرات والأخبار الصحفيّة، ووسائل التواصل الاجتماعيّ، ومنصات أخرى مجانية، تُعرض فيها العلامة التجارية إما على شكل مراجعة، أو خبر عن الخدمة أو المنتج، أو تقييم، أو عرض بيانات.

كما تشترك كلٌّ من العلاقات العامة والإعلان في هدف إيصال رسائل محددة للجمهور المستهدف، إلا أن الفرق يظهر في أن المستهلِك أو المستفيد يعي أن الإعلان يشجعه بشدة على شراء المنتج أو الخدمة (اشترِ منتجنا)؛ وهو ما قد يقلّل ثقة المستفيد بتلك المعلومات، بينما يجد المستهلك سعةً في الاختيار، وراحةً وثقةً للمعلومة التي يقرؤها في مقالٍ، أو مراجعةٍ على اليوتيوب؛ لأنه يعرف أن ما يشاهده لم تدفع الشركة لعرضه، وبهذا تحظى المعلومات بمزيدٍ من المصداقية؛ لأنها أتت من طرفٍ ثالثٍ (لا من الشركة مباشرةً)، وهو وسائل الإعلام والصحف، والتي سلّطت الضوء على المنتج؛ لأنها تجد أنه مفيدٌ للجمهور.

وبصياغةٍ أخرى: تستخدم الشركات الإعلانات لإخبار المستهلكين بما تنتجه أو تبيعه أو تفعله مباشرةً، بينما تجعل طرفًا ثالثًا -هو وسائل الإعلام على سبيل المثال- يتحدث عنها حال استخدامها للعلاقات العامة. وعلى ذلك: فثقة المستهلك بوسائل الإعلام التي تتضافر جهودها مع العلاقات العامة أعلى من ثقته بتغطية إعلانية مدفوعة من الشركة.

السؤال الآن: لماذا؟

إذا ألقيتَ نظرةً فاحصةً لسلوك الناس في العالم الرقميّ والإنترنت، ستجد أنهم يكرهون الإعلانات، ويحظرون أو يتجاوزون المحتويات الإعلانية، ويتضجّرون من كثرتها على وسائل التواصل الاجتماعيّ، وهو ما يُعطي فكرةً عن سبب ضعف ثقتهم في الإعلانات، بينما تجدهم يتشوّقون لمتابعة المعلومات الغنيّة في مراجعةِ منتجٍ ما مثلًا، ويجدون فيها قيمةً حقيقيّةً تلهمهم لشراء منتجٍ ما دون غيره، وهو ما يبيّن قوة العلاقات العامة.

إذن: كيف يُمكنك الاستفادة من قوة العلاقات العامة؟

  • إذا كنت ترغب بجعل الصورة الذهنية للعلامة التجارية أو هوية الشركة حاضرةً لمدةٍ طويلة في أذهان الجمهور المستهدف؛ ما يدفعهم للحديث طويلًا عنك؛ فإن العلاقات العامة أنسب استراتيجية للتسويق.

  • للتحكّم في رسالتك، وفهمها من الجمهور؛ عليك إعداد استراتيجية علاقات عامة لتحقيق هدفك.

إذا كنت ترغب بالتواصل المباشر مع الجمهور المستهدف؛ فإن العلاقات العامة تخدمك في هذا المجال أكثر بكثيرٍ من مجال الإعلانات.

TAGS

 

 

Default Comment (1) Facebook Comment ()

Your email address will not be published.

[wpdevart_facebook_comment curent_url="http://developers.facebook.com/docs/plugins/comments/" order_type="social" title_text_color="#000000" title_text_font_size="22" title_text_font_famely="monospace" title_text_position="left" width="100%" bg_color="#d4d4d4" animation_effect="random" count_of_comments="2" ]