العلاقات العامة والتسويق والإعلان.. حلفاء النجاح

يسود اعتقاد لدى بعض الشركات أن مجالات العلاقات العامة والتسويق والإعلان شيء واحد، وأن الاستعانة بأحدهم يغني عن الآخرين، خصوصًا مع توسع دور العلاقات العامة، وقيامها بأدوار مثل: التسويق، والإعلان، غير أن هذا الاعتقاد ليس صحيحًا.

فعلى الرغم من كون فرق العلاقات العامة والتسويق والإعلان تؤدي أدوارًا مختلفة عن بعضها، لكنها في نهاية المطاف تعمل معًا لهدف واحد ألا وهو نجاح الشركة، ونموها، وبقاؤها، حيث يجمعها ترابط عضوي، وعندما تعمل معًا ستقدّم أفضل أداء، وإذا عملت منعزلة عن بعضها البعض؛ ستضيع كثير من الفرص على المؤسسات.

وتوصف العلاقة بين العلاقات العامة والتسويق والإعلان بأنها تكاملية طردية، إذ لا يكتمل التسويق والإعلان بدون العلاقات العامة، التي تلعب دور الوسيط بين الشركة، ووسائل الإعلام، والجمهور.

فالعلاقات العامة أداة قوية تساعد في تشكيل الرأي العام، ويُعزز دورها مصداقية جهود التسويق والإعلان معًا، كما تبني السمعة الجيدة للشركة لدى الجمهور، وتجعله في أحيان كثيرة يصدق إعلانًا مدفوعًا عن تلك الشركة.

كما تسهم العلاقات العامة في تسويق المنتج أكثر من ذي قبل، خصوصًا مع معاناة كثير من الشركات من ضعف أساليبها الترويجية، والارتفاع المتواصل لتكاليف الإعلان.

علاوة على ذلك، تساعد العلاقات العامة في تحقيق أهداف التسويق المتمثلة في توليد الإيرادات، وخصوصًا في مجال بيانات المستهلكين، التي تحصل عليها العلاقات العامة عبر استطلاعات الرأي على الإنترنت، أو التصويت، أو منشورات مواقع التواصل الاجتماعي.

وتمثل هذه البيانات منجم ذهب عن المنافسين، والعملاء، فمن خلالها يمكن معرفة تفضيلات العملاء، وعاداتهم الشرائية، كما تفيد في وضع استراتيجيات التسويق والإعلان، وتستخدم لتسويق المحتوى في المدونات، وإعداد الرسائل الإخبارية الإلكترونية، والحملات الإعلانية المدفوعة، وغير المدفوعة، وغيرها.

ولأن كثيرًا من عملاء اليوم أذكياء، ويجوبون الانترنت بحثًا عن المنتجات والخدمات التي يهتمون بها قبل الشراء، ومقارنتها بمثيلاتها؛ يقوم صانعو المحتوى في العلاقات العامة بنشر رسائل إيجابية على الإنترنت عن علامتهم التجارية؛ بما يساعد في إقناع المشترين بشراء منتجاتهم في النهاية.

كما يلجأ مسؤولو العلاقات العامة إلى المشاهير، والمؤثرين؛ لتسويق المنتجات والإعلان عنها، وإهدائهم تلك المنتجات، ويقوم المؤثرون باستعراض المنتجات على قنواتهم، وتسليط الضوء عليها؛ ما يصب في النهاية في مصلحة الشركة.

أخيرًا، فإن مجالات العلاقات العامة والتسويق والإعلان، تُكمّل بعضها بعضًا؛ لتحقيق الأهداف المشتركة للشركة، فهم شركاء ويجب أن يعملوا معًا؛ لنجاح المؤسسة، ولذلك من المهم أن تضع الشركات حملة اتصالية استراتيجية متكاملة تناسب رسالتها، وجمهورها المستهدف؛ بهدف ترويج المنتجات، وتحقيق الأرباح، وتعزيز السمعة.