كيف تختار الوقت الأنسب للترويج لعلامتك التجارية؟

عندما ترغب الشركات بالإعلان عن شيء ما، أو بإصدار بيان؛ فإنها تتجه بطبيعة الحال إلى الصحف والقنوات الإعلامية لنشرها، ومع ذلك فعامل الوقت مهم جدًّا، وعلى معد حملة العلاقات العامة مراعاة التوقيت الأنسب عند وضع استراتيجيته، وأسوأ ما قد تفعله بعض العلامات التجارية والشركات هي التصريح الفوريّ أو الاستجابة السريعة لمجرد الإعلام أنها في قلب الحدث، أو أنها مطلعة على ما يدور حولها، للعلاقات العامة وتيرتها الخاصة، وطرقها التي لا تنجح بمجرد الحظ، فالعلاقات العامة ليست سحرًا سيغيّر كل شيء في ليلة وضحاها، وعليك اختيار الوقت الأنسب للترويج، أو النشر، أو التعامل مع أزمة علامة تجارية، وذلك لا يحصل بالحظ بل بعد جهد وبحث عميقين، وتأسيس خلفية معرفيّة كافية تتحيّن الفرص المناسبة أو تصنعها. 

والسؤال الآن: كيف تخطط لحملة علاقات عامة بطريقة تضمن تغطيتها إعلاميًّا في الوقت الأنسب؟ 

1- كن جاهزًا: قد لا تتكرر فرصك لجذب انتباه الصحفيين أو الإعلاميين إلى علامتك التجارية، ولذلك إن جاءت الفرصة فعليك تقديم قصة قوية تقنعهم بأهمية نشرها، أما لو كان خبرك عن إطلاق منتج أو خدمة جديدة فعليك التبكير بإبلاغ الصحفي قبل أسبوع إلى 3 أسابيع من إطلاق المنتج؛ فالصحفيون يفضّلون الكتابة عن منتج انتهى وأصبح جاهزًا للإطلاق، يسهم عرض منتجك على الصحفي باكرًا في منحه الوقت لكتابة مقالٍ عنها، أو تعديلها وتدقيق المعلومات فيها، ونشرها في وقت يتزامن مع الإطلاق الفعليّ، إضافةً إلى انشغال الصحفيين الدائم والذي يجب أن تراعيه عند تغطية قصتك، باختصار: إذا لم تبلغهم مبكرًا؛ فعلى الأرجح لن تُنشر قصتك. 

2- ابنِ زخمًا إعلاميًّا: هناك أخبار وبيانات -كتمويل جديد للشركة، أو عقد شراكات، أو تعيين شخصيات جديدة- لا ترتبط بوقت معين، وتحصل بشكل غير دوريّ، عليك جدولة نشر هذه الأخبار والمستجدات؛ لجعلها أساسًا لتبني زخمًا متواصلًا، وسردًا قويًّا، وبهذا تتسق قصتك مع تصوير نمو علامتك التجارية، وتبرز كون العلامة حية، وتستمر بالتطور.

3- قدّم قصصًا مميزة وحصرية: تروق المنتجات الحصرية، والعروض الاستثنائية، والقصص المختلفة للصحفيين، ويجدون فيها وقودًا يدفعهم لنشرها ونقلها للجماهير؛ لأنها تعني تفرّد من يحوز عليها بالقصة وحده! غير أن لهذا الأمر جوانب مهمة عليك مراعاتها، كصعوبة التواصل مع صحفيين كثر في وقت واحد؛ ولذلك تعد عملية التواصل مع وسائل الإعلام عملية تستغرق وقتًا طويلًا وخاصةً إذا ما كانت الحصريات عاجلة، ولذا عليك أن تستبق الحدث أو الخبر الحصري وتبدأ بالتواصل قبل قرابة 24 – 48 ساعة. 

4- استعِن بالكتمان! إذا كان هناك أخبار مهمة ترغب بمشاركتها، وترغب كذلك بزخم مناسب في وقت مناسب؛ فمن الحكمة عدم التحدث بأي تفاصيل عنها أو التلميح إليها قبل الوقت المناسب، ولكي تنجح في ذلك تستطيع التنسيق مع وسيلة الإعلام التي ترغب بها، أو العميل الذي ستنشر له وتزوّده بنسخة حصرية من السبق الصحفي للأمر الذي ستعلن عنه، وهو أمر عليك التفكير والتخطيط له لأسابيع؛ ليتنسى لك الوقت الكافي لإعداد قصة جيدة عن شركتك أو منتجك، وتعديلها، وتصحيحها بلا تسريبات.

5- تابِع بريدك الإلكتروني: إذا لم تتلق استجابة أو ردًّا من الصحفي الذي شاركته خبرك الصحفي بعد 3-4 أيام؛ فأرسل رسالة متابعة سريعة تستفسر فيها، وهنا تظهر مهارة جديدة عليك إتقانها عندما تتابع خبرًا لك: عليك تقديم إضافة أو أمر حصريّ لم يكن في بيانك الصحفي أو عرضك المرسل. على سبيل المثال: إذا كان البيان الصحفي الأول يتحدث عن إطلاق منتج جديدة، أو خدمة جديدة، فاجعل رسالة المتابعة تتضمن: شهادات من العملاء وآرائهم، روابط لإحصائيات أو بيانات أو أرقام حققها المنتج أو يتوقع تحقيقها، أو تقارير وأبحاث تؤيد الحاجة إلى منتجك أو خدمتك الجديدة. 

6- احرص على الكيف (الجودة) لا الكم: قد لا تحقق الحملات الأنجح دائمًا أهداف عملك، فاحرص على تقييم الجودة لا الكمية والعدد، وقد يكون نهجك أو أسلوبك في حملتك الإعلامية أو حملة العلاقات العامة هو ما يؤثر في الوصول لجمهورك المستهدف، ومع ذلك فإن الحفاظ على ما أنجزته ليس بالأمر بالسهل، وحصولك على الزخم الإعلامي أو الانتباه من الصحافة هو إنجاز يتطلب استمراريتك في إعداد حملات، ومحتوى، واتصالات قوية ذات جودة ومعنى، ومن ثم الاستمرار في الحفاظ عليها.     

ختامًا.. قد يبدو وصول قصتك إلى وسائل الإعلام مجرد حظ، إلا أنه عمل شاق يتطلب مهارة الإقناع، حين تصل ستكون قد أجريت مكالمات لا نهاية لها، وقمت بمتابعات مع مختلف الأشخاص طوال اليوم، لذا عندما تشعر بالقلق مستقبلًا.. وترغب بالاعتماد على الحظ وتسعى للاستعجال بإطلاق حملة العلاقات العامة؛ فخذ نفسًا عميقًا، وخطّط، واستعد، واترك الحظ جانبًا.