إذا كانت لديك مهارة الإقناع والتأثير في الناس والتواصل مع الجماهير، فقد يكون مجال العلاقات العامة هو مجالك الأمثل! فالعلاقات العامة في أساسها هي عملية إقناع لعميل محتمل، ولكي تبدأ من الصفر بمفردك فالأمر يتطلب أكثر من مهارات التواصل.
إذا كنت تعمل في شركة علاقات عامة وتفكّر بتأسيس وكالتك الخاصة فتابع قراءة هذه التدوينة.
تعد تجربة البدء بوكالتك الخاصة التي تقوم فيها بتطبيق ما تؤمن بهم، وما أنت متحمس له، بعملاء تختارهم، وبخطط معدّة منك تجربةً فريدةً ورائعة النتائج، غير أنها قد تكون تجربة فاشلة وصعبة إن لم تفلح؛ فمع نمو التكنولوجيا الرقمية، وارتفاع التنافسية في الاتصالات أكثر من أي وقت مضى؛ فإن ضمان تميزك وبقاءك على دكة المنافسة أمر مهم جدًّا عند تأسيسك لشركة علاقات عامة، سنسلط الضوء على بعض الأمور التي تحتاج لوضعها في ذهنك قبل تأسيس وكالتك الخاصة؛ لكي تتجنب قلة الاستعداد للتحديات والعقبات التي تواجهها الشركات الناشئة، ولئلا ينتهي بك المطاف بخسارة مادية، وتضييع للمال، والجهد.
إذن: كيف تؤسس وكالة علاقات عامة ناشئة تتحدى العقبات التي تواجهها الشركات الناشئة في المجال؟
خطّط لأدق التفاصيل: يمثّل التخطيط الواضح والمفصّل لكل ما يتعلق لوكالتك الخطوة الأولى في تأسيس الوكالة، وهو يشمل عدة نقاط، من أهمها:
تحديد الهدف والرسالة والرؤية للوكالة.
تحديد السوق والجمهور المستهدف.
معرفة مكانتك بين المنافسين.
حساب التكاليف وحجم العمليات: وقد تشمل النفقات مبدئيًّا الآتي: (نفقات شبكة الإنترنت، وأجهزة الحاسوب، ونفقات بناء مظهر علامتك التجارية كخدمات التصميم الجرافيكي للشعار، وخدمات تصميم موقعك الإلكترونيّ، ونفقات طباعة بطاقات العمل، والمواد التسويقية الأخرى كالنشرات، ونفقات كتابة المحتوى الإعلاني، وصناعة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، ونفقات الإعلانات في الصحف، ورواتب الموظفين، إضافةً للنفقات الأخرى كإيجار المكان، وفواتير الكهرباء.. إلخ)، على مؤسس الوكالة أن يضع في حسبانه مدةً لا تقل عن 6 أشهر بعد البدء بوكالته ليحصل على عميله الأول وتبدأ الوكالة في تحقيق الدخل؛ ولهذا يجب التخطيط وفقًا لاحتياطي المال المتوفر طيلة تلك الأشهر.
وهناك جانب آخر من التخطيط، ألا وهو التخطيط لوضع وكالتك المالي، وتحديد تكاليف خدماتك للعملاء، وهو يعتمد على عدد من العوامل منها: مؤهلاتك العلمية، وخبراتك العملية، والبلد الذي تقيم فيه، وما يتقاضاه منافسوك لخدمات مشابهة لخدماتك. وهناك طرق عدة لتحديد رسوم خدمات العملاء في وكالات العلاقات العامة، منها ما يكون على نظام الساعة، أو على نظام سعر المشروع، أو على نظام الدفع الشهريّ، اختر ما يتناسب مع احتياجات وكالتك واحتياجات العميل بأفضل الطرق الممكنة، وقدر الإمكان.
أنهِ التعاملات القانونية: ستحتاج إلى ترخيص تجاري مصرّح به في دولتك، كما ستحتاج للحصول على عدد من التصاريح الحكومية اللازمة، وتسجيل الضريبة، وفتح حساب مصرفيّ تجاري قبل البدء بإنشاء الوكالة، وكذلك إلى توكيل محامٍ، ومحاسب، وكاتب إعلانات، وفريق دعم فنيّ، ومختصين آخرين اعتمادًا على مدى ما تستطيع القيام به وما تحتاج لتوظيف آخرين تحت إدارتك للقيام به.
روّج لوكالتك بذكاء: لا يُنصح بتكثيف التسويق للشركات الناشئة، والتبذير على الترويج في بداياتها، إلا أنك تحتاج لقدر من التسويق الذكي لوكالتك بعدة طرق تعود عليك باستثمار جيد، ومنها: محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، الاستعانة بمشهور، توزيع نشرات أو مقالات مجانية، إعداد أدلة في مجالك ونشرها مجانًا.. إلخ، والهدف من هذه الأفكار هي نشر المعرفة وترسيخ الصورة الذهنية لعلامتك التجارية بصفتها مكانًا فاعلًا وموثوقًا في مجاله، والأهم من ذلك احرص على نشر هذه الصورة في الأماكن التي يُرجح أن تجد فيها عملاءك المحتملين كمجموعات وسائل التواصل من المختصين، أو المؤتمرات المختصة، ولكي يؤتي التسويق ثماره عليك تحديد:
علامتك التجارية.
رسالة الوكالة
رؤية الوكالة
كيف تخطط لتحقيق ما سبق.
وإذا توفرت لك ميزانية جيدة للتسويق، ففكّر في إعلانات الصحف والمجلات التجارية والمتخصصة، أو الإعلانات المدفوعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو إنشاء مدونة متخصصة، أو ضبط قائمة رسائل بريدية؛ للتواصل مع العملاء المحتملين، وإطلاعهم على جديد ما تقدّمه.
وسّع دائرة معارفك: إذا كنت موظفًا سابقًا في وكالة للعلاقات العامة، فمن المحتمل وجود قاعدة رئيسة من المعارف والمختصين في المجال لديك، أو أن تكون لديك خلفية معرفية بالأماكن والأشخاص والصحف في مجالك، وللاستفادة من هذه القاعدة المعرفية عند تأسيس وكالتك:
تواصل مع أكبر قدر ممكن من المختصين في مجالك، وأصحاب الأعمال، والصحفيين والإعلاميين؛ لتحصل على دعمهم.
واظب على حضور المؤتمرات الصحفية والإعلامية المتخصصة، والمنتديات النقاشية؛ للتعرف على عدد أكبر من الأشخاص، وليتعرف الآخرون على علامتك التجارية، ووكالتك.
ختامًا.. نرجو لك بدايةً موفقةً..
TAGS