لماذا تزداد أهمية مفهوم (المسؤولية الإجتماعية للشركات) أثناء موسم الحج؟

عبدالرحمن عنايت

عضو مؤسس في  W7worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية الحائزة على عدة جوائز عالمية

أظهرت دراسة حديثة ريادة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأكدت أن ذلك مرتبط بأصالة قيمة العطاء ورسوخها في ثقافة المنطقة العربية، ما يجعلها أمرًا غير مستحدث على المؤسسات في البيئة العربية، إلا أن تلك القيمة قد اكتسبت اهتمامًا أكبر من الشركات بعد ظهور اتجاهات حديثة لإدارة الأعمال بشكل أخلاقي ومسؤول، كما أن تطبيقات قيمة العطاء تزداد وتظهر جليةً في مواسم الخيرات متمثلة في العطاء الخيري، والمسؤولية الاجتماعية خلال شهر رمضان، وموسم الحج.

المسؤولية الاجتماعية خلال أزمة كوفيد 19

لقد شهد هذا العام 2021 م استمرارًا للقيود والإجراءات الاحترازية للعام الثاني على التوالي؛ بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19) وخاصةً خلال شهر رمضان، والحج، وهما من أكثر المناسبات المقدسة التي تجمع قلوب 1.8 مليار مسلم حول العالم، غير أن الناس قد باتوا اليوم أكثر تفهمًا وتأقلمًا مع شكل التجمعات الحديث خلال رمضان، واحتفالات العيد خلال كورونا، كما أنهم أكثر استيعابًا للنهج الجديد المتبع بتحديد عدد الحجاج؛ للحفاظ على سلامتهم، وأداء شعيرة الحج كل عام، والتي يعظّمها المسلمون من كافة أنحاء المعمورة، ويسعون لأداء هذا الركن والواجب الديني ولو لمرة في حياتهم بحسب الاستطاعة.

تحديات الحج بعد كورونا

وبالحديث عن الاحترازات والقرارات التي اتُخذت لضمان إقامة شعيرة الحج، والتعبير عن التضامن والوحدة بين المسلمين، فإن الفارق الأهم  والتحدي الأكبر هو إدارة هذا التجمع السنويّ والمهم بشكلٍ يجمع بين تعظيم الشعيرة، والحرص على صحة الحجاج في جميع مراحل حجهم، إذ كانت أعدادهم تصل إلى قرابة 2.5 حاج من جميع أنحاء العالم، يفدون لأقدس الأماكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة في شهر ذي الحجة لمدة أسبوع وفقًا للتقويم القمريّ الإسلامي، ويختمون الشعيرة بالاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وذبح الأضاحي، في لفتة يعبرون فيها عن شكرهم لله على ما أنعم عليهم، ويتراحمون بتقاسم الطعام، الهدايا.

دور الشركات في الإسهام في المسؤولية الاجتماعية

وهنا يبرز دور تفعيل الشركات لحملات العطاء في موسم الخير، وإشاعة نشاطات المسؤولية الاجتماعية، والاتصالات الهادفة، وتتجلّى بعض أشكال العطاء الإسلامي في الصدقة والهبة، والتي تنعكس آثارها الإيجابية وخيرها وأجرها على المتصدّق عليه، وعلى المتصدّق بما يستشعره من فرحٍ وروحانية ولذة للعطاء، وهذا الشعور هو ما يجب على الشركات التركيز عليه في مبادراتها للمسؤولية الاجتماعية؛ لما ينعكس عليها من شعور بالولاء للعلامة التجارية من الجماهير خارجها، والموظفين داخلها لأمدٍ طويلٍ، وبالمبادرات الخيرية يضحي للشركة دور مهم في التغيير الإيجابيّ، كما يمكنها أن تزيد الوعي بالجهود الناجحة والاستثنائية للحكومة السعودية والتي تُبذل لتيسير هذه الشعيرة المهم أثناء الجائحة.

ستزيد  المبادرات الإيجابية للمسؤولية الاجتماعية  من التلاحم والتراحم في المجتمع، وتمكن الشركات من التواصل مع العملاء بشكل مدروس، كما أن موسمي الصوم والحج من أفضل المواسم للتواصل العالميّ مع الفكر الثقافي للجمهور غير المسلم؛ لأنهما توقيتان مثاليان  لمساعدتهم على فهم تقاليد الحج وعيد الأضحى وتاريخها ومعانيها، وبتوظيفها تستطيع العلامات التجارية تقديم طرق إبداعية خاصة بها للترويج الإيجابي لقيم الإسلام، وتعزيز مشاركة الجميع في ذلك جنبًا إلى جنب مع برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات المبتكرة والتواصل الذي يعزز التأمل، والإنسانية، والامتنان، والقرابة.

كورونا والمسؤولية الاجتماعية

أثّرت الجائحة على كافة نواحي حياتنا، وكذا على توجهات الشركات على المدى الطويل، وكان من آثارها: تسريع وتيرة العمل على برامج المسؤولية الاجتماعية، وتطويرها، وعلينا أن نستغل الجائحة إيجابيًا بعدّها فرصةً لإعادة التفكير في كيفية تكييف المنظمات والمؤسسات لاتصالاتها، وتفاعلها مع المجتمع وأصحاب المصلحة، وأن نجد في المسؤولية الاجتماعية ذراعًا قوية وعضدًا تستند إليه الشركات للتغلب على الآثار قصيرة المدى وطويلة المدى بعد الجائحة، ولتطبيق ذلك: يمكننا التحدث عن المبادرات التي قدّمتها الشركة؛ لإثبات ريادتها في القطاع، وتأسيس علاقات متينة مع جماهيرها المستهدفة.

كما أن الجائحة التي استتبعتها أزمات اقتصادية عالمية باتت جرس إنذار للشركات لتعيد صياغة أهدافها، وخططها للوصول للأهداف، ولتكون تلك الخطوة من أهم الخطوات لتنمو اليوم، وتزدهر أعمالها بارتباطها بمجتمعها الإقليمي والعالمي، ولذلك فإن أي مبادرة للمسؤولية الاجتماعية ستكون خطوة لترسيخ هذا الترابط المجتمعي، وعنصرًا رئيسًا ضمن خطط التواصل واستراتيجياته المستقبلية التي تتبناها الشركات لإثبات وجودها وتفاعلها مع المجتمع، وبناء الثقة في علامتها التجارية.

ختامًا.. يعمل فريقنا للاتصالات المؤسسية ذو الخبرة في W7Worldwide مع العملاء السعوديين، ودول مجلس التعاون الخليجي، والعملاء الدوليين؛ للمساعدة على صياغة برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات، والترويج لها.