كيف تبقي اهتمام جمهورك بأخبارك؟

وصل الاهتمام بالأخبار وتنوّعها لأعلى درجاته من الجماهير اليوم، وذلك لتوفرها على كافة وسائل الإعلام الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي بصفتها منصات إخبارية أساسية، إضافةً للعولمة والإنترنت الذي أتاح عبور المعلومات من كافة أنحاء قارتنا إلينا متجاوزًا الحدود الإقليمية، فأصبح مستخدموها مغمورين بزخم إخباريّ منتقى ومكثف، كما أنهم يستطيعون انتقاء ما يعجبهم وما يرغبون بتتبعه من قصص إخبارية، أو أخبار مسلية تسترعي انتباههم كل يوم.

إن المحرك الأساسي وحجر الزاوية الذي يدفعنا لتتبع الأخبار هو ملاءمته لأذواقنا، وجذبه لعواطفنا، وكونه أحد اهتماماتنا، يحب الناس قراءة القصص التي تلهمهم وتؤثر على جودة حياتهم الشخصية، ويرغبون بتتبع مستجدات أماكن عملهم، وكذا يرغبون باستكشاف أنشطة ترفيهية، إضافة لكونهم شغوفين بمعرفة أحوال مجتمعهم وقصصه وغرائبه. وقد تقرأ القصة ذاتها بأكثر من شكل بحسب الحساب أو الجهة التي تطرحها، فقد تكون قصة (وطنية)، أو (تقنية)، أو (مالية)، أو (اجتماعية).. وغيرها.

إذن: كيف يمكنك أن تجذب جمهورك المستهدف لتتبع أخبار شركتك أو منتجك؟

1- حدّد جمهورك: لا تقدّم أخبارًا ومحتوى لجميع الشرائح والفئات، فهذا لا يسهم في جذب جمهورك الرئيس، وهناك بعض الأدوات التي تساعد في تحديد الجمهور المستهدف لعلامتك التجارية، وعليك كذلك الاهتمام بملف التعريف (البروفايل والبايو) عند صياغة استراتيجية محتواك، اعرف أين يوجد جمهورك المستهدف؛ كيلا تستنزف وقتك ومواردك في التواصل في المكان أو المنصة أو القناة الخطأ، وكلما كنت أكثر تحديدًا؛ كانت نتائج حملة العلاقات العامة أفضل، ووصلت أخبارك للمستهدفين بها.

2- قدّم محتوىً فريدًا: إن كان من درس استخلصناه من خبرتنا بسلوك المستخدمين في السنوات الماضية، فهو أنهم يميلون الآن للمحتوى الطويل، والذي يشمل: الكتب الإلكترونية، والمراجعات التقنية، والتقارير المتخصصة، وغير ذلك من الأدلة الإرشادية والمصادر الغنية بالمعلومات، ولكي يبقي ممارسو العلاقات العامة جمهورهم مترقبًا ومتقبلًا لطول المعلومات وكثرتها؛ عليهم جعلها شاملة، وسهلة الفهم، إضافةً للحاجة لمعرفة كيفية إعداد محتوى مميز، يقدّم معلومات مدروسة جيدًّا، وذات قيمة للقراء، ويندر الوصول إليها أو تحصيلها من مكان أو منصة أخرى، أي أنها أصيلة الإنتاج، وبالنظر للكم الهائل من المراجع والمعلومات المتاحة على الشبكة، فإن هذه الخطوة تعد تحديًا صعبًا.

3- اجعل محتواك تخصصيًّا: مع زيادة الاهتمام بالكتب التخصصية ازداد الطلب على المحتوى المفيد، والمعد جيدًا، ولذا فإن من المهم أن تنمّي معرفتك في مجال معين، كالتكنولوجيا، أو التعليم، أو السيارات، او الطعام وغيرها. إضافةً إلى أن يتخصص محتواك بنوع معين من أشكال محتوى، كأن يكون مرفودًا برسوم بيانية، أو صور، أو تغطيات لمؤتمرات عبر الشبكات، أو مقاطع مرئية، يهدف المحتوى التخصصيّ لإبرازك رائدًا في القيادة الفكرية، وإثبات كون علامتك التجارية وشركتك رائدةً في مجالها.

4- اسرد أخبارك على شكل قصص: بالطبع لا يعني سرد القصص أن تعد ملحمة بطوليّة للناس ليتذكروها، إذ يكفي المحتوى المعد جيدًا والجاذب لجمهورك، والذي يحكي قصةً مقنعةً، بتطبيق تقنيات وتكتيكات مختلفة وأشكال متنوعة لرواية قصة علامتك التجارية بطريقة تجذب انتباه جمهورك، وتزيد ولاءهم.

5- اعقد شراكات مع قادة الفكر والمؤثرين: الشراكات لها تأثير كبير في توسيع نطاق وصولك للجمهور، وقد تتعدد أشكال الشراكات بين الشركة مع: قادة الفكر، والمؤثرين، والجهات الحكومية، والشركاء من المجتمع، والعلامات التجارية المحترمة، إضافةً إلى أن الشراكة تضيف مزيدًا من المصادر والآراء التخصصية إلى محتواك، ما يجعله محكم الإعداد، ويزيد من التفاعل معه مجتمعيًّا، ويرفع نسبة مشاركته من جمهورك المستهدف.

6- اعمل بجد: باختصار: كن على استعداد للـ (كرف) دومًا، فقد لا يقضي منافسوك 100 ساعة لإعداد محتواهم كما تقضي، وهو ما سيجعلك في الصدارة، العاملون بجد يتغلبون على منافسيهم؛ لأنهم شمّروا سواعدهم، وقاموا بأمور لم يفعلها منافسوهم، وهو سبب نجاح بعض الشركات في جهود العلاقات العامة، اعمل بجد وقم بما لا يقوم به الآخرون، وستتاح لك الكثير الفرص، وتفتح لك الأبواب.

ختامًا.. يتمركز الأمر في العرض والطلب، فقد تغيرت طلبات المستهلكين من المحتوى ونوعيته، وهو ما أثر على الكم المعلوماتيّ الجيد المتاح لهم، كما أن المتفاعلين من المؤثرين وصناع المحتوى يقدمون معلومات مفيدة، وجذابة، إلا أنهم يحتاجون لاستراتيجية محتوى خاصة بهم؛ لتجنب التكرار.