قائمة الجهات الإعلامية ليست “قائمة للتسوق”

يعد التواصل مع وسائل الإعلام أمرا بالغ الأهمية للشركات والمؤسسات، بهدف الوصول إلى الجمهور المستهدف لكسبه والتأثير عليه وبناء سمعة طيبة، وهو ما أدى إلى تعاظم دور وكالات العلاقات العامة، باعتبارها حلقة الوصل بين الشركة والجمهور، لتقديم منتجاتها، وترسيخ علامتها التجارية، وتقوية علاقتها مع الجمهور، وزيادة وعيه وتثقيفه، وبناء سمعة طيبة عن العلامة التجارية، وهو ما قد يحول الجمهور في النهاية إلى أداة لتسويق منتجات الشركة.

وتعتبر  العلاقات مع وسائل الإعلام جزءا رئيسا من العلاقات العامة، فبدون العلاقات الإعلامية، لا يوجد ما يضمن للعلامة التجارية أنها ستصل إلى الجمهور المناسب، وبالمحتوى المطلوب، ومن خلال الوسيلة المناسبة، وتترك انطباعا مميزا عنده.

ومع الثورة التكنولوجية، واحتدام التنافس بين الشركات والمؤسسات لاستهداف الجمهور وكسبه، تقوم وكالات العلاقات العامة بدور بالغ الأهمية في التواصل مع وسائل الإعلام للترويج للعلامات التجارية ونشر قصصها، وبناء علاقة مستدامة قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل بين الشركة والجمهور، فمهمة العلاقات العامة تدور حول مساعدة العلامة التجارية في معرفة ما تريد قوله ولمن، ومن خلال أية وسيلة.

وحتى تقوم وكالة العلاقات العامة بتواصل فعال وناجح، فلا بد أن يتضمن تواصلها عددا من العناصر، منها، الاتصال المناسب، وتقديم المحتوى الصحيح، واختيار الوسيلة الإعلامية المناسبة للجمهور، وتوفر قائمة بالجهات الإعلامية، حيث تمثل تلك الجهات مفتاحا للوكالة، لأنها تلعب دورا مهما وهادفا في إنشاء العلامة التجارية للشركة وترسيخها.

إن إعداد قائمة الجهات الإعلامية ليس أمرا سهلا كما يتصور البعض، فهو  عمل داخلي شاق هدفه بناء علاقة مستدامة مع الإعلاميين والمؤثرين، حيث تمثل تلك القائمة أداة أساسية لوكالة العلاقات العامة لإقامة علاقة إستراتيجية مع الإعلام، فهي تتضمن قاعدة بيانات مهمة تحتوي على تفاصيل دقيقة ومحدثة للتواصل مع الصحفيين والمراسلين والمؤثرين في وسائل الإعلام والمدونين وغيرهم من جهات الاتصال الإعلامية، وتساعد  في إنشاء علاقات مستدامة مع الجهات الإعلامية ذات الصلة، واستهداف جهات إعلامية بعينها للوصول إلى جمهور معين.

وتمثل القائمة الإعلامية أول خطوة في وضع إستراتيجية تواصل للعميل، حيث يقوم فريق العلاقات العامة بإنشاء قائمة احترافيه بالجهات الإعلامية، لتحديد وسائل الإعلام والإعلاميين والصحفيين والمؤثرين الذين يناسبون نشاط العميل وطبيعة عمله، لضمان تحقيق أهدافه.

وتعد القائمة الإعلامية من العناصر التي تجذب العملاء، و تجعلهم يختارون وكالة علاقات عامة معينة، إذ إن اهتمام العملاء بوكالة بذاتها يعتمد في الواقع على قاعدة البيانات التي تمتلكها، وشبكة الجهات الإعلامية الواسعة لها التي تطلبت سنوات طويلة من العمل الجاد لإنشائها، وهو ما يدفع الوكالات إلى توسيع نطاق هذه البيانات بشكل مستمر.

وعندما يتعلق الأمر بالترويج للعلامة التجارية، تستغرق وكالة العلاقات العامة وقتا لفحص القائمة الإعلامية، وتحديد الجمهور المستهدف، من خلال تخصيص قوائم الجهات الإعلامية لنشاط معين، مثل تقديم منتج، أو ترتيب مؤتمر صحفي، أو توزيع بيان صحفي لوسائل الإعلام، أو إجراء حوار، أو غيره.

ومن المهم إدراك أن وجود قائمة موسعة للجهات الإعلامية بدون علاقات فعلية وقوية لن يكون مجديا، وليس كفيلا بتحقيق أهداف العميل، لأن مسؤول العلاقات العامة المحترف يتطور مع الإعلاميين والمؤثرين، ويبني معهم علاقات مستدامة على مدى فترة زمنية طويلة، لا سيما أن التعامل مع وسائل الإعلام للنشر والترويج هو أمر حساس، ويعتمد اعتمادا كليا على نهج الفرد مع وسائل الإعلام التي يمكن أن تكون قصة نجاح أو فشل للشركة.

ويرى خبراء العلاقات العامة أن قائمة الجهات الإعلامية ليست “قائمة تسوق”، وهي ليست مجرد قاعدة بيانات للإعلاميين والمؤثرين موجودة ليراسلهم مسؤول العلاقات العامة للترويج والضغط على الإعلاميين لنشر قصة سواء كانت بيانًا صحفيًا أو قصة تحليلية أو مقابلة، بل هو  هو أكثر من ذلك بكثير، فهي جهة اتصال شخصية يتم إعدادها على مدار سنوات لتأسيس وبناء علاقة مستمرة.

ويعتبر محترفو العلاقات العامة أن ميزة امتلاك قوائم للجهات الاعلامية أمرا مفروغا منه، فهي توفر الوقت وتُؤتي ثمارها على المدى الطويل.