العلامة التجارية هي أولى بنود استراتيجية الاتصالات دومًا، ولها الأولوية قبل غيرها، فبغض النظر عن حالة شركتك: ناشئة كانت أو مستمرة، فإن حملة التوعية بالعلامة تعود عليك بفوائد جمة، وبالتوعية يرتبط اسمها بمنتجاتك أو خدماتك في إطار العلامة التجارية، وتنتشر رسالتها لدى الجمهور، وكذا يتضح هدفها الاجتماعي.
تهدف حملات التوعية بالعلامات التجارية إلى سرد قصتك، وإضفاء الطابع الإنسانيّ على صورة شركتك، وإبراز الخبراء والمتميزين من فريقك، ولذا يجب أن يكون هذا الوعي جزءًا اساسيًّا لا يتجزأ من استراتيجيتك الاتصالية، وعليك أن تعدها جهدًا سينعكس في حملات العلاقات العامة؛ لجني فوائد تراكميّة، والوصول للوعي بعلامتك التجارية. إن إدراك ما تريد أن تقدمه الشركة، وما تمثله هو العامل الحاسم للعملاء لاختيار علامة تجارية معينة دون منافسيها، ولذا عليك أن تتقن التوعية بها.
إذن: كيف تعد حملة توعية بالعلامة التجارية؟
1- قس كمية الوعي بعلامتك التجارية حاليًّا: لتزيد الوعي بعلامتك التجارية؛ عليك قياس الوعي أولًا، اعرف لأي مدى حلت خدمتك أو منتجك مشكلة لدى جمهورك، أو لبت احتياجاتهم، يحدد قياس الوعي بالعلامة التجارية معايير حملاتك، والأهداف التي يجب تحقيقها، وتشمل طرق قياس الوعي: تتبع حركة المرور على موقعك الإلكترونيّ، وطرح الاستبانات، ومراقبة الإشارات إلى علامتك التجارية على وسائل الإعلام أو الوسوم أو ذكر العلامة على وسائل التواصل الاجتماعي. وخلال تحليل التتبع ستلاحظ مستوى التفاعل مع المحتوى الذي يتضمن اسم علامتك التجارية، وكذا يمكنك تقييم الشعور السائد في المحادثات والردود عنها، وهو ما سيمنحك أفكارًا ومعلومات تعكس مدى نجاحك استراتيجية اتصالاتك، وتبين ما إذا كانت رسالتك صحيحة، ومكانة علامتك التجارية بين منافسيك.
2- حافظ على التوازن والشمولية: مهما كبر عملك التجاري أو صغر، أو كان تركيزك على المستهلكين أو الشراكة في القطاع (B2B)، فإن تطوير العلامة التجارية المستمر، والحفاظ عليها مهم ومفيد، وعليه فإن الوعي جهد متواصل، قدّم علامتك التجارية بطريقة صحيحة في جميع نقاط التواصل مع العملاء، وعلى جميع المنصات والأنظمة الأساسية، إما بشكل مرئي، أو بتضمين رسائلك الرئيسة، وكذا احرص على تصميم شعار ملائم، وعبارة شعار للعلامة التجارية، كما يعني التناسق أيضًا وصول صوت العلامة التجارية والمحتوى الذي تنتجه في كل قناة تتواصل من خلالها، وستصل بهذه الخطوات للهدف من الاتساق في جميع الأنظمة والمنصات، ألا وهو: زرع الثقة في علامتك التجارية، ولكي يثق الناس بك؛ يحتاجون إلى معرفتك، وتذكرك باستمرار. ولتحقيق العلامة التجارية ذات الاتساق يمكنك إعداد دليل علامتك التجارية وهويتها البصرية والسمعية وجميع التفاصيل التي تُشرح على شكل معايير لاتباعها عند العمل على علامتك التجارية أو ما يصدر عنها.
3- أعدد محتوى للعلامة التجارية: عليك الانتظام في كتابة محتوى جديد؛ لتحسين محركات البحث لديك، وزيادة فرص العثور عليك عبر الإنترنت، فكلما زاد المحتوى المحسّن والجديد الذي تنتجه؛ زاد احتمال عثور العملاء المحتملين عليك أثناء بحثهم في محركات البحث. وفي عصر الرقمنة أصبحت معظم الشركات هي الناشر والمسوّق عن نفسها. تعد المدونات المزودة بكلمات رئيسة وسيلة فعّالة لصنع محتوى للعلامة التجارية ذي طابع يوحي بالقيادة الفكرية، كما أن الرسوم البيانية تحظى بمشاركة أكبر من القرّاء إذا ما احتوتها التدوينات بما يقارب 3 مرات قياسًا على التدوينات التي تخلو منها، وكذا فإن استعمال المقاطع المرئية، والوسائط المتعددة قد ازداد وراج مؤخرًا ما يعني ضرورة دمجه في أدوات التواصل لديك، يُضاف إلى ما سبق الحرص على المحتوى التفاعلي مع الجماهير، والذي يؤدي للمشاركة وإعادة تدوير المحتوى وتمريره للآخرين، ومن أمثلة المحتوى التفاعلي: استطلاعات الرأي، والاختبارات، والمسابقات، وكلها ستضيف قيمةً ووعيًا لعلامتك التجارية.
4- احصل على تغطية إعلامية: لإعداد قصة لعلامتك التجارية، وتعزيزها دومًا عليك أن تهدف لكسب تغطية إعلامية متنوعة في: المجلات، وسائل التواصل الاجتماعي، الصحف، وسائل الإعلام، المدونات المتخصصة، وغيرها من القنوات التي تعرض محتواك أو أخبار ومستجدات شركتك، فكما أن التوسع في نطاق الجماهير مهم، فالوصول للقنوات الاجتماعية لوسائل الإعلام المعنية والمتخصصة على القدر نفسه من الأهمية. وهناك طريقة أخرى نقترحها عليك لكسب التغطيات الإعلامية، وهي: تقديم تدوينات في مجالك لتنشر على المواقع المعروفة في مجالك؛ لإيصال اسمك لجمهور جديد، وإتاحة إعادة تغريد أو تدوير تدويناتك على الحسابات الشخصية، وهو ما سيعود عليك بفائدة معرفة اسمك من متابعيك، ومعرفة أخبارك وتتبعها على وسائل التواصل الاجتماعيّ، ولذا حاول اقتناص فرصة التعاون بالمحتوى مع العلامات التجارية المعروفة، أو مع المؤثرين المعروفين في المجال؛ وهو ما سيحسّن صورة علامتك التجارية، ويزيد شهرتها وسمعتها.
5- اطلب مراجعات المؤثرين والعملاء: يثق غالب الناس في آراء أصدقائهم، أو زملائهم، ويستشيرونهم قبل قرار الشراء، كما أنهم يهتمون بتجارب الناس وردات فعلهم عن منتج أو خدمة ما، ويجدون فيها قيمة تفوق ما تروّج له العلامة التجارية نفسها؛ ولذا فإن المراجعات والشهادات الإيجابية على الإنترنت لها أثر كبير على القرارات الشرائية، وهي فرصتك الممتازة لتقدّم وجهة نظر وتجربة اجتماعية توعي بعلامتك التجارية، وجودة خدماتك، وتميّزها، وذلك مما سيهبك ولاء وثقة بك ثم دفاعًا عن علامتك التجارية وتشجيعًا على الشراء منها خلال حملتك وبعدها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام وقنوات التسويق الرقميّ، باختصار: يعد الولاء والثقة عنصران أساسيان للتعرف على علامتك التجارية، ويمكنك كسبهما بالمراجعات الإيجابية.
6- قسّم جمهورك: بعد قياس الوعي بعلامتك التجارية من الجماهير، ستكون مستعدًا لوضع استراتيجية جيدة لتقسيم جماهيرك، والهدف من هذه الخطوة هو أن تقدّم محتوى يتلاءم مع الجماهير والمستخدمين، وتكثيف الحملات المستهدفة لهم، وتقديم رسائل لها صدى حقيقيّ يؤثر فيهم عبر القنوات المناسبة لهم. ولتحقق هذه الخطوة: ابدأ بالقليل، وراقب النتائج قبل زيادة الأعداد التي تقسّمها، ستفيدك التجربة المصغّرة في تقييم ما ستصل إليه، وتوضح الآلية الأفضل للقيام بتقسيم أعقد في المستقبل.
7- التزم بحضورك على وسائل التواصل الاجتماعيّ: تعد الحسابات النشطة ذات المحتوى الجيد على وسائل التواصل الاجتماعيّ أداةً قوية لحملات العلامات التجارية؛ فغالب الناس اليوم لديهم حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تعد سوقًا لا يُفوّت. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لإبراز رسالتك، والحصول على تقدير جمهورك الحالي، وعملائك المحتملين. واتبع الأسلوب الأنسب في المكان والقناة التي يوجد فيها عملاؤك بكثرة، ضع وسمًا خاصًّا (هاشتاق) لعلامتك التجارية أو شعارًا لمنتجاتك أو شركتك، فهي تساعد على العثور على المحتوى الذي يُنشر منك، وعنك، أو إعادة تغريده أو اقتباسه.
أخيرًا: يسهم الوعي بالعلامة التجارية في بناء مجتمع مخلص يدعم علامتك التجارية في السرّاء والضراء، وتهدف حملات التوعية لجعلك رائدًا في مجالك، وكلما زاد عدد الحملات التي تديرها بنجاح؛ زاد عدد من تكسبهم مدافعين عن علامتك التجارية في الأزمات بما قد يتجاوز هدفك الأصليّ من عدد الجماهير والمستخدمين.
TAGS