في ديسمبر / كانون الأول من العام الماضي (2017)، رفعت السعودية حظرها عن دور العرض السينمائية الذي دام لأكثر من ثلاثة عقود، وشهد ذلك القرار – ولازال- تفاعلًا دوليًا من قبل وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، التي رأت في الخطوة الحكومية مشهدًا جديداً للبلاد.
ومنذ الوهلة الأولى لرفع الحظر عن دور العرض السينمائية، عكفت وكالة W7Worldwide للدراسات والإستشارات الإعلامية على إعداد دراستها وخططها لدعم الصورة الذهنية الإعلامية لقطاع السينما بالمحتوى الاتصال الابتكاري، وبما يتوائم مع التوجه الإصلاحي الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إطار تعزيز النشاط الاقتصادي وتنوع مصادر الدخل، وتقليص الاعتماد على النفط.
واستطاعت W7Worldwide أن تضع منهج اتصالي يدعم محتوى الصورة الذهنية الإعلامية للقطاع السينمائي الناشئ في البلاد، وقادت خلال العام الجاري (2018) أهم حدثين رئيسيين سينمائيين شهدتها السعودية، لفتت أنظار العالم وكبريات وكالات الأنباء والتلفزة الدولية.
فخلال يناير/ كانون الثاني (2018) وضعت W7Worldwide خطة اتصال استراتيجية لأول حدث سينمائي شهدته المملكة بعد قرار رفع الحظر، وذلك بإطلاق فعاليات أول علامة تجارية سينمائية سعودية “سينما 70” والتي استمرت ستة أيام متواصلة في عروس البحر الأحمر (جدة) عبر تقديم سلسلة عروض سينمائية عالمية للأطفال، بدعم مباشر من الهيئة العامة للترفيه.
ووصفت وكالة رويترز للأنباء الحدث في حينه بأنه الانطلاقه الحقيقية لعصر السينما السعودية، ونجحت الفعاليات في جذب أكثر من 3500 زائر من الأطفال وعوائلهم، بفضل خطة الاتصال التي وضعتها W7Worldwide ولفتت أنظار الإعلام الدولي بطريقة مبتكرة اعتمدت على استراتيجية صناعة الحدث.
أما الحدث السينمائي العالمي الثاني والذي يحدث للمرة الأولى في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فكان في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ونجحت وكالة W7Worldwide للدراسات والإستشارات الإعلامية، بتخطيطه وتنفيذ خطة إدارة الاتصال والمحتوى المعني بتقديم العرض الأول (Premier) لمسلسل “فايكنج” الأجنبي في صالة فوكس سينما بالعاصمة الرياض، وذلك قبل موعد عرضه وبثه في صالات العرض الأمريكية، وهو ما عده المراقبون حدثأ تاريخياً للسينما السعودية الناشئة وللمنطقة ككل.
من جهتها رصدت وحدة الدراسات التحليلية وكالة W7Worldwide للدراسات والإستشارات الإعلامية غياب تام لخطط إدارة محتوى الاتصال القائمة على بناء الصورة الذهنية الإعلامية لمشغلي دور العرض في المملكة كـ “ﭭوكس سينما” التي تتبع مجموعة ماجد الفطيم، المشغّل الأكبر لدور السينما في منطقة الشرق الأوسط، وأحد المشغلين الأوائل الحاصلين على رخصة تشغيل دور السينما في السعودية.
وذكرت الوكالة، أن أمام مشغلي دور السينما في المملكة الحاليين والمستقبليين، حزمة تحديات تتعلق بكيفية استهدافهم للشرائح المستهدفة سواءً العائلة عموماً والشباب على وجه الخصوص الذين يمثلون النسبة الديموغرافية الأكبر، حيث يميل أكثرهم لمشاهدة الأفلام والمسلسلات عبر منصات “خدمات الفيديو ” تحت الطلب، التي شهدت توسعًا في السوق السعودي، الأمر الذي يتطلب من مشغلي دور السينما، التركيز على إدارة بنية محتوى الاتصال، لخلق المنافسة مع تلك المنصات التي لن تكون بالأمر السهل.