مع تطور العصر الرقمي لم يعد من الممكن تجاهل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية، فقد أصبحت جزءًا لا يتجزأ منها، ولها أهمية خاصة، ودور حاسم في عدة مجالات، منها: العلاقات العامة، وتعد الأدوات التحليلية المتطورة لمنصات التواصل الاجتماعي أمرًا ضروريًا لمحترفي العلاقات العامة، حيث تتيح لهم تتبع مدى فعالية حملاتهم وقياسها، واتخاذ قرارات مستنيرة مبنية على الحقائق تساعد في تحسين الحملات المقدّمة في الوقت الفعلي.
تحليل المنصات
توفّر منصات التواصل الاجتماعي -مثل: فيس بوك، وتويتر، وانستجرام، ولينكدإن- أدوات تحليلية متطورة لقياس الأداء، وتوجيه الاستراتيجيات، وتتيح لمحترفي العلاقات العامة جمع البيانات، والتحليلات المباشرة للمنشورات والحملات الإعلامية، وإحصائيات مفصلة حول الوصول والتفاعل مع الجمهور، بالإضافة إلى عدد المتابعين، ونسب المشاركة، والتركيبة السكانية للجمهور المستهدف؛ مما يساعدهم في تقييم فعالية الحملات، وإجراء التحسينات اللازمة.
وتحظى استخدامات تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية بانتشار كبير، وخصوصًا مع معدل استخدام الإنترنت المذهل الذي يصل إلى 99% من السكان، وقضاء السكان النشطين اجتماعيًا نحو 3 ساعات ودقيقة واحدة يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وهو ما يعكس أهمية هذه الأدوات في المشهد الرقمي الحاليّ، ويزيد الحاجة إلى استراتيجيات علاقات عامة قائمة على التحليلات.
أدوات التحليل
تستخدم تحليلات وسائط التواصل الاجتماعي مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات لجمع البيانات وتحليلها، ومن أمثلة هذه الأدوات: Google Analytics، Sprout Social، Hootsuite، وتقدّم هذه الأدوات واجهات بسيطة وشاملة؛ لتحليل مدى تأثير حملات العلاقات العامة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتتيح هذه الأدوات لمحترفي العلاقات العامة تحليلات عميقة، وتقارير دقيقة، ومفصّلة لمقاييس التفاعل، والوصول، والتحويلات من خلال مراقبة مؤشرات الأداء الرئيسة، والمشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحليل المشاعر، والانطباعات، والاتجاهات السائدة؛ مما يمكّنهم من قياس أداء حملاتهم بدقة، وتحديد المجالات التي يُمكن تحسينها.
فمثلاً: يمكن لمحترفي العلاقات العامة استخدام تحليلات Google Analytics لمعرفة مدى فعالية حملة محددة في زيادة حركة المرور على موقع الويب، أو تحويل الزوار إلى عملاء، ويمكن استخدام Sprout Social وHootsuite لمتابعة الحوارات المشاركة على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديد الاتجاهات، وردود الفعل على الحملات.
حملات البيانات
تعتمد الشركات والعلامات التجارية الحديثة على نهج مبني على البيانات في إدارة العلاقات العامة، والذي يتيح لفرق العمل اتخاذ قرارات استراتيجية فعالة، وتخطيط حملات مستندة إلى المعلومات الواقعية، والحقائق، وتجارب الحياة الفعلية بدلاً من الافتراضات.
ويعد هذا النهج الأمثل للعلاقات العامة الفعالة، حيث يوفّر تحليلاً دقيقًا لسلوك الجمهور، وميوله، وتفضيلاته، وتحديد الاتجاهات الناشئة، بالإضافة إلى كونه مصدرًا قويًا لتقدير سمعة الشركات، إذ يقيس الإدراك العام للعلامة التجارية، وتوجّهات الجمهور، ويعرف الأخطاء والإيجابيات، ويسلّط الضوء على الأفكار الجديدة والتوجّهات المستقبلية.
ويمكننا القول إن نجاح الأعمال التجارية في الوقت الحالي يعتمد على البيانات والمعلومات، وعلى الاستراتيجيات المحددة بشكل دقيق مستند إلى البيانات الموثوقة، ولهذا السبب، تشير الأدلة إلى أن استخدام النهج المبني على البيانات في استراتيجيات العلاقات العامة يعد مفتاح النجاح، ويساعد على تصميم المحتوى، والحملات الإعلانية، والاستراتيجيات المستقبلية بدقة وفاعلية.
TAGS