مع عودة الأنشطة التجارية وفتح المكاتب، والمحلات، والمولات في جميع مناطق المملكة، تركّز الشركات والعلامات التجارية على التخطيط بعناية وحذر؛ للخروج من الأزمة الحالية بأقل الخسائر، وتعزيز ثقة جمهورها المستهدف بمنتجاتها وخدماتها. وتلعب استراتيجية التواصل والعلاقات الاعلامية دوراً حاسماً في تحقيق هذا الهدف.
لقد تغّيرت تغطية وسائل الإعلام في الأشهر القليلة الماضية التي شهدت اختلالا كبيرًا في الحياة اليومية للناس، ونتج عن ذلك حدوث تطورات وتغييرات في استراتيجية وسائل الإعلام والاتصالات؛ لمواكبة المشهد الجديد في مرحلة ما بعد الحظر. لكن ما هي هذه التغييرات بالضبط؟ وما هي العناصر التي يجب أن تتوافر لاستراتيجية إعلامية فعالة لهذه المرحلة الحساسة من العودة التدريجية للحياة الطبعية؟
كشف استطلاع حديث أجرته W7Worldwide على موقع تويتر الشهير عن إجابات لهذه الأسئلة. وكان الاستطلاع قد طرح تساؤلاً مفاده: ما استراتيجيتك لعلاقات إعلامية فاعلة للتعامل مع المرحلة الانتقالية لجائحة فيروس كوفيد-19؟ وكانت النتائج متفاوتة. فمن مجموع 1،654 من المشتركين، اختار 18.5٪ ممن شملهم الاستطلاع باللغة الإنجليزية و16٪ مشتركًا في الاستطلاع باللغة العربية “إبراز المساهمات المجتمعية”، في حين اختار 28.9٪ من المصوتين باللغة الإنجليزية و 18.3٪ من المصوتين باللغة العربية “رقمنة العلاقات العامة”. بينما اختار 25.7٪ من المصوتين باللغة الإنجليزية و 23.7٪ من المصوتين باللغة العربية “قيادة الفكرالتخصصي”، واختار 26.8٪ من المصوتين باللغة الإنجليزية و 41.9٪ من المصوتين باللغة العربية إجابة “كل ما سبق”.
وفي حين تراوحت نتائج الاستطلاع باللغة الإنجليزية، فإن ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع باللغة العربية يريدون دمج جميع مجالات التركيز الثلاثة في استراتيجيتهم الإعلامية للمدة المقبلة.
إبراز المساهمات المجتمعية
زاد تفشي جائحة فيروس كوفيد-19 من أهمية أخذ الشركات – الكبيرة والصغيرة – مسؤوليتها الاجتماعية على محمل الجد. ويصف مفهوم المسؤولية الاجتماعية الأنشطة التطوعية والخيرية التي تسهم بها الشركات لفائدة المجتمعات المحلية، ولا يرتبط هذا المفهوم بالأنشطة التجارية الأساسية للشركة، وإنما يرمز إلى كافة استثماراتها في المجتمع المحلي.
ومع تصاعد الأزمة -التي لا تظهر أي علامات على تلاشيها في القريب العاجل وتماشياً مع التوجه العالمي- قدمت الشركات في السعودية مساهمات تصل قيمتها إلى ملايين الريالات على هيئة حزم إغاثة، ومساعدات للمتضررين من الجائحة، كما قدموا مساعدات؛ لتخفيف آثار الجائحة المالية على الأسر والمجتمعات المحلية المتضررة بعد إجراءات الحظر الكامل. فقد كان لـ COVID-19 تداعيات اقتصادية شديدة على قطاعات كبيرة من المجتمع. وعليه فإن مثل هذه المساهمات لا تساعد المحتاجين فحسب، لكنها أيضاً تزرع الثقة في الشركة/العلامة التجارية.
رقمنة العلاقات العامة
مع إجراءات الحظر الكلي أو الجزئي وسياسات التباعد الاجتماعي زادت معدلات التسوق والشراء عبر الإنترنت؛ مما يزيد حاجة الشركات والعلامات التجارية إلى تبني استراتيجيات علاقات عامة رقمية مبتكرة؛ لجذب هذه الشريحة والتفاعل معها. ونظراً إلى هذا التحول في أنماط سلوك المستهلك، يجب على الشركات اتخاذ التدابير اللازمة؛ لضمان استمرارية أعمالها، مثل: تجديد موقع الويب لتوفير تجربة أفضل وأكثر يسراً للمستخدم، وتحسين تحسين محركات البحث (SEO)؛ لزيادة فرص الظهور في محركات البحث على الشبكة الافتراضية، والوصول إلى العملاء والجمهور المستهدف.
قيادة الفكر التخصصي
القادة الفكريون هم الخبراء في مجال معيّن، والقيادة الفكرية هي أداة يستخدمها مسوقو المحتوى لدعم مصداقية العلامة التجارية، وفرض ريادتهم على القطاع، ويهدفون من خلالها إلى زيادة الوعي بين الجمهور المستهدف، وجذب العملاء المحتملين وزيادة التفاعل عبر الإنترنت. ويمكن التعرف على العلامات التجارية التي تقود الفكر في مجالها من خلال إنشاء وتعزيز المحتوى التعليمي والمعلوماتي، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن للقيادة الفكرية أن تساعد الشركات على تطوير سمعة بصفتها مستشارًا موثوقًا به؛ مما سيزيد في النهاية من المبيعات إذا ما نُفّذت بشكل صحيح.