<

“المنتج الجيّد يسوّق لنفسه” اعتقادٌ خاطئ، وهو أول اعتقاد عليك أن تفرمه في مخرطة الخرافات التسويقية؛ ببساطة لأن الناس غالبًا قد لا يعلمون بوجود منتجك (الجيّد)، وإن علموا بوجوده فقد لا يدركون كل مزاياه، أو لا يعرفون ما (الحاجة) التي تقودهم لاقتنائه أو تجربته، أو لا يشعرون بوجود حل لمشكلاتهم متمثل في خدماتك، وهي معلوماتٌ تعرفها جيدًا، لكنك تحتاج أن تخبرهم بها، وتوضح لهم أهميتها في حياتهم، توصل العلاقات العامة رسالةً واضحةً: (أنتَ تحتاج لهذا الشيء/ الخدمة في حياتك..  وسأخبرك لماذا يعد حلًّا لمشكلتك).

عندما تنتج شركة ما منتجًا جيدًا فإن مهمة مختص العلاقات العامة تتمثّل في إيصال صورة ذهنية إيجابية عن المنتج إلى الجمهور المستهدف بالتعاون مع جهود الإعلام والتسويق، تجعل العلاقات العامة منتجك حديث المجالس، وسيرةً متداولةً على وسائل التواصل الاجتماعيّ، تجعله حاضرًا في أذهان الناس حين يتحدثون عن تلك الخدمة أو المنتج، وتجعله موضوع مراجعات المختصين والبيانات الصحفيّة، وتبقي جمهورك مطّلعًا ومرتبطًا بالعلامة التجارية، وبهذا يستفيد الجميع.

تستند قرارات الشراء عند المستهلكين لفهمهم للفائدة التي يوفرها المنتج لهم، أو مدى الحاجة إليه في حياتهم، وهنا يبرز دور العلاقات العامة، فهي حين تنفّذ بشكل سليم وفعّال؛ توصل المعلومات المناسبة للمستهلكين بما يُجيب عن أسئلتهم، ويطمئنهم؛ لأنها مشاعة في مصادر موثوقة، وعلى منصات متصلة بمجال السلعة أو المنتج، فقد تجد فتاة شغوفة بالموضة مقالًا عن منتجك في مجلة تهتم بآخر ما يروج في عالم الملابس، أو يجد شاب دافعًا لتجربة خدمتك بعد مراجعة وتقييم من أحد المشاهير في مقطع على اليوتيوب، والأمثلة على ذلك كثيرةٌ.

يستطيع مخضرم العلاقات العامة استخراج أفضل ما في منتجك الجيد، وإبرازه للعلن، بلا إفراط منفّر أو طلب شراءٍ مباشرٍ، أو مبالغات في تسويقه، وكذا يستطيع تحسين الصورة الذهنية لمنتجٍ متوسط المستوى، وهنا يظهر لك جليًّا أن منتجك -بغض النظر عن مستواه- يحتاج للعلاقات العامة.

والحقيقة أننا -بصفتنا مستهلكين- لا نشتري منتجًا، بل نشتري (علامةً واسمًا تجاريًّا)، بُنيت بجهد استمرّ لسنوات، واكتسبت سمعةً وثقةً من العملاء؛ وكل ذلك بجهود العلاقات العامة القوية، فخلف كل منتج قوي السمعة، علاقات عامة ممتدة وتواصل قويّ، وحملات تركزت على إيصال السمعة لأذهان المستهلكين؛ ما ينعكس على الصورة الإيجابية والذكر الحسن للشركة؛ وبالتالي تحسين ورفع المبيعات، وقس على ذلك أي منتج تصفه بـ (معروف في مجاله).

يبقى السؤال: كيف تسهم العلاقات العامة في تحسين منتجك؟

  • وضع استراتيجية متكاملة للعلاقات العامة وتسويق المنتج، وهو أحد الركائز الأساسية التي ستسهم في بيع المنتج الجيد، أما السيء فلن يستفيد من جهود العلاقات العامة على المدى البعيد ولن ترفع مبيعاته أو تحسّن صورته؛ لأن الجمهور سيتحدث بالسوء عنه.

  • إعداد خطة اتصالات داخلية وخارجية من شانها بناء قاعدة قوية تنطلق منها للحديث عن منتجك.

  • الاستعانة بالخبرات المناسبة؛ للتركيز على نقاط القوة في المنتج، وتطوير نقاط الضعف؛ للتأكد من بيع المنتجات.

التركيز في العلاقات العامة على تعزيز السمعة الإيجابية للشركة أو المنتج في السوق، وليس على جلب عملاء محتملين في المقام الأول، ومن المهم فهم هذا الأمر.

TAGS

 

 

Default Comment (0) Facebook Comment ()

Your email address will not be published.

[wpdevart_facebook_comment curent_url="http://developers.facebook.com/docs/plugins/comments/" order_type="social" title_text_color="#000000" title_text_font_size="22" title_text_font_famely="monospace" title_text_position="left" width="100%" bg_color="#d4d4d4" animation_effect="random" count_of_comments="2" ]