يعتقد الكثيرون أن تأسيس شركة أو وكالة للعلاقات العامة، أمرٌ في غاية السهولة، وأن ذلك لا يحتاج سوى إلى بعض الإجراءات الإدارية الحكومية الرسمية .. وهذا صحيح جزئيًا، لكنه ليس إلا الربع الأول من جبل الجليد، فيما ثلاثة أرباع النجاح المهني قائم بالأساس على العملاء الذين تجذبهم الوكالة للعمل معهم .. فهم باختصار سر البقاء على الخريطة العملية في سوق هذا القطاع الحيوي، الذي أصبح التنافس عليه شديدًا للغاية.
تأكد من أن “نوعية الخدمات التي ستقدمها للعملاء” تُعد الخطوة الأكثر أهمية سواًء كانت شركتك أو وكالتك صغيرة أو كبيرة، أو مبتدئة أو مخضرمة، ويتطلب ذلك منك “فهمًا عميقًا” لأهدافهم وأبعاد أعمالهم، ليس ذاك فحسب، بل يتعين عليك تبني استراتيجيات وأساليب تساعد استباقيًا على تفهم احتياجاته ورغباته والتعرّف على المشاكل التي يواجهونها.
وإن أردت التميز حقاً، فعليك تقديم منتجات وخدمات تتناسب مع متطلباته، والتعامل مع التحديات التي يواجهها والسعي الحثيث في إيجاد حلول مبتكرة لكافة مشاكله المتعلقة بنطاق العمل .. في الواقع، عليك إعداد قائمة بكافة الأسئلة التي قد تخطر على بال العميل حتى تتمكن من الاجابة عليها بفعالية.
أفضل النتائج
وبمجرد تشكيل “خطوة التفاهم الأولية“، تنتقل وكالة العلاقات العامة لإبرام “العقد” لتأكيد الالتزام بجميع بنود برنامج العلاقات العامة الذي وضعته الوكالة – وفق الميزانية المتفق عليها-، لتوفير فهمًا واضحًا مكتوبًا لمسؤوليات كل طرف من أطراف العمل.
وأما الخطوة التي تليها، فتتمثل في تقديم الخدمات المطلوبة بشكل احترافي وبجودة عالية؛ لضمان الحصول على أفضل النتائج من خلال الاستمرار في سير العمل دون أي تعثر عبر رسائل البريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفية والاجتماعات الثنائية أو الافتراضية، مع أهمية تقديم تقارير دورية تحليلية منتظمة، توضح ما تم إنجازه وكيف تم ذلك، مع تعظيم أثر ذلك على واقع الصورة الذهنية للعميل.
واعلم جيدًا أن التواصل السيء قد يكون السبب الرئيسي الذي يدفع العميل إلى البحث عن شركات أخرى تبدي اهتماماً أكبر به وتلبي احتياجاته بفعالية أكبر، لذا من المهم إنشاء قسم خاص بخدمة العملاء يهدف الى خدمتهم بطريقة سريعة وفعّالة، ولا مانع من توظيف أشخاص يتمتعون بمهارات تواصل جيدة، فهذا سينمي العمل ويحافظ على العميل.
وهناك نقطة غاية في الأهمية، أوضحها بيت.كوم في إحدى تقاريره، وهي أن “الأهمال في تنفيذ الوعود التي تقطعها الشركة من أخطر السلوكيات التي يجب تجنبها، لأثرها السلبي على علاقتك بعميلك، فإن لم تكن قادراً على حل مشكلته خلال فترة قصيرة، فكن صادقاً معه وصارحه بذلك، واشرح له طبيعة المشكلة والوقت الفعلي الذي تحتاجه لحلها.
هناك مسار مهم جدًا يدخل في سير المحافظة على العملاء، وهو أن يكون لديك فريق عمل احترافي متمكن في خدمة العميل، فهذا جزء مهم جدًا، لذا وظف قدرات بشرية متمكنة، تضمن جودة في المخرجات المطلوبة، فكثير من المشاريع تم إلغائها بسبب ذلك.
وللمحافظة على العميل، فعلى وكالة العلاقات العامة التفاني في إطلاعه على أي جديد يتعلق بصورته الذهنية، فعندما تكون هناك أخبار جيدة أو سلبية عن اهتمامات أو مواقف وسائل الإعلام، شاركها معه في الوقت المناسب، وتأكد من أنهم سيقدرون سماعها منك، وهذا سيريحه ويشجعه على التعامل معك، ومصارحته في هذا الأمر الحيوي.
واعمل دائما على زيادة معارفك وخبراتك في مجال العلاقات العامة، لتتمكن من ترويج نفسك خبيرًا في القطاع، وهو ما سيسهل عليك جذب العملاء المحتملين، لأنهم سيقتنعون أنك منفتح على الأفكار الجديدة والمبتكرة، وإذا ما نجحت الوكالة في كسب ثقة عملائها، وحرصت على إدارة عملها معهم بسلاسة ومرونة، فهي تضع نفسها في موقع جيد لتجديد العقد أو توسيعه ليشمل خدمات أخرى لم يكن منصوصاً عليها سابقًا، أو ربما ترشيحك لمشروع جديد، ومن المتعارف عليه مهنيًا بأن أفضل الطُرق للحصول على أي عمل جديد هي توصية عميلك الحالي بك، واحرص أيضًا على حضور المؤتمرات والأنشطة الجديدة المختلفة، والتواصل المستمر مع العملاء المحتملين، فذلك يمكن أن يُسهم بعقد جديد إن شاء الله تعالى.
وأخيراً .. يتعين عليك تبني أساليب وسياسات جيدة تهدف للاحتفاظ بالعملاء وتعزيز ولائهم وإخلاصهم تجاه وكالتك، من خلال أفعالك، وأقوالك وتواصلك الدائم معهم، فقد يكون هذا الاهتمام على شكل بطاقات معايدة ترسلها لعملائك بمناسبة أعياد ميلادهم مثلاً أو اية مناسبة الأخرى، أو تناول طعام الغذاء من فترة لأخرى، أو دعوتهم لحضور الندوات والدورات التدريبية الخاصة بشركتك والمشاركة في أنشطتها المختلفة، حيث تعد هذه الأمور وسيلة سهلة ومتميزة لبناء علاقات وطيدة مع عملائك، فهي تعمل على كسب ثقتهم ورضاهم وتعزّز شعورهم بالولاء والاخلاص لك ولشركتك.
TAGS