مع تزايد التوقعات باستمرار وتسارع وتيرة التحول الرقمي، ونمو الهجمات الإلكترونية، زادت حاجة الشركات إلى التعامل مع تلك الهجمات لحماية بنيتها التحتية من مخاطرها الكبيرة، وهو ما رفع الحاجة إلى الأمن السيبراني الذي من المرجح أن بشهد نموا هائلا خلال السنوات المقبلة، خصوصا مع زيادة الدول إنفاقها على حلول الأمن السيبراني.
ووفق دراسة أجرتها Global Market Insights، فإنه من المتوقع أن تتضاعف قيمة قطاع الأمن السيبراني إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2024، وأن تحتدم وتيرة المنافسة بين الشركات العاملة في القطاع، خصوصا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تشير التوقعات إلى نمو سوق الأمن السيبراني بالمنطقة إلى 2.89 مليار دولار بحلول عام 2026م، بمعدل نمو سنوي نسبته 7.92٪ خلال المدة من 2021 إلى 2026م، وأن تتجاوز قيمة سوق الأمن السيبراني السعودي على المستوى الإقليمي 20 مليار ريال بحلول عام 2023م.
وفرضت المنافسة، والواقع الرقمي الجديد الذي نما بشدة منذ بداية جائحة “كوفيد-19″، على شركات الأمن السيبراني تطوير علاقاتها التواصلية، وأن تستفيد من الأساليب التواصلية الجديدة التي أتاحتها القنوات الرقمية، وأن يكون مختصو العلاقات العامة قادرين على التكيف، والابتكار، وهو ما يعني ضرورة صياغة الشركات استراتيجيات تواصلية ناجحة للوصول إلى جمهورها المستهدف.
ولمساعدة الشركات في هذا الصدد أعدت W7Worldwide من خلال خبرتها في التعامل مع قطاع الأمن السيبراني، وخاصةً مع العلامات التجارية الإقليمية والعالمية الرائدة، مثل: كاسبرسكاي، وفيرتشوبورت، ودراجوس وغيرها، استراتيجية تواصلية من 7 خطوات. (يمكن قراءة التقرير كاملاً من هنا: https://bit.ly/3lVjq9R)
وتوضح الاستراتيجية أهمية أن تعرف الشركة جمهورها المستهدف جيدا، وماذا يريد؛ لتحديد وسائل التواصل الأفضل معه، وتقديم المحتوى المناسب له؛ فكل شريحة من الجمهور تحتاج إلى محتوى يناسبها، ففي حين يحتاج الرؤساء التنفيذيون، والمدراء الماليون إلى محتوى يهتم بالعائد على الاستثمار في حلول الأمن السيبراني، يكون الجمهور التقني أكثر اهتمامًا بكيفية عمل الحلول، ودمجها في البنية التحتية الحالية لتكنولوجيا المعلومات.
وتؤكد الاستراتيجية، الحاجة الملحة للتركيز على التسويق الرقمي، وخصوصًا عبر المنصات التي يكثر فيها الجمهور، ويتفاعل معها؛ مما يساعد على جذب عملاء جدد، ويضمن استمرار النجاح، وزيادة المبيعات، وتعد التجربة الافتراضية من خلال الفعاليات الافتراضية، والمحتوى المرئي، والتجارب المثمرة، والكتب الرقمية، مجالات مبدعة للشركات في التسويق الرقمي.
وتحتاج شركات الأمن السيبراني إلى أن يكون لها أسلوبها الخاص في التواصل، وأن تبتعد عن استخدام المصطلحات التقنية المعقدة، وتستخدم الكلمات الواضحة المفهومة، وأن تركز على مواجهة التهديدات التي تواجه الجمهور، وهو ما يتطلب من مسؤولي التواصل دعم علاقاتهم مع الصحفيين؛ لنشر مقالاتهم وقصصهم لأكبر شريحة ممكنة.
ولفتت الاستراتيجية إلى أهمية أن يركز مسؤولو التواصل على الصحفيين المؤثرين، وتكوين علاقات جيدة معهم، ومشاركتهم الرسائل والأعمال التي تقوم بها علامتك التجارية، ومتابعتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، والاعتماد على التقنيات الرقمية التي تساعد مختصي التواصل على الإبداع، والتأثير الإعلامي؛ من خلال المؤتمرات الصحفية الافتراضية، ومقابلات البث الصوتي للرئيس التنفيذي، والندوات عبر الإنترنت، ومقاطع الفيديو، وغيرها.
وتشير الاستراتيجية في ذلك الصدد، إلى أن الصحفيين يحتاجون عند كتابة قصصهم إلى رؤساء تنفيذيين ذات عقلية قيادية، وهي شخصيات تكون مصدرًا للمعلومات القيّمة، وتستطيع تحديد اتجاهات السوق، وتتعامل مع التحديات التي يفرضها المشهد السيبراني المتغير.
وأوضحت أن التنافس بين الشركات في قطاع الأمن السيبراني جعل الاحتفاظ بالمواهب أمرا ملحا، خصوصًا مع الزيادة الكبيرة في الطلب على حلول الأمن السيبراني، ففي السعودية على سبيل المثال تتصدر وظائف الأمن السيبراني قائمة الوظائف الأسرع نموًّا فقًا لدراسة على موقع LinkedIn.
وتحتاج الشركات للاحتفاظ بالمواهب للانتباه إلى ما يفكر فيه الموظفون الحاليون والمحتملون عن شركتهم، ومراقبة اتجاهات التوظيف بالقطاع، ووضع الموهوبين تحت المجهر؛ لأنهم قد يتركون شركتك مع العروض الكبيرة التي تنهال عليهم، وإشراكهم في مسابقات جوائز المواهب، والترويج لهم ولدورهم في نجاح شركتك من خلال القصص والمقالات.
ونبهت الاستراتيجية إلى أهمية أن يكون للعلامة التجارية طابعا إنسانيا، وأن تبث في رسائلها الاطمئنان إلى صناع القرار من الأفراد، وتبديد مخاوفهم من المخاطر المتزايدة، باستخدام لغة رسمية في التواصل على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حتى تظهر العلامة التجارية على أنها أصلية، ويمكن الوصول إليها بدلاً من كونها منفصلة وتقنية.
كما أن على مسؤولي التواصل توجيه انتباههم بشكل متزايد إلى عملاء الشركة المستهدفين، وألا يقتصر تواصلها على الشركات فحسب، إضافةً إلى غرس الحماس والشغف لحلول العلامة التجارية في الموظفين.