يتميز رمضان بأنه شهر الجود والبذل والاحسان، شهر تتضاعف فيه الحسنات أضعافاً كثيرة. ويغتنم المسلمون حول العالم مناسبة الشهر الفضيل بزيادة الأنشطة والمبادرات الخيرية التي تهدف لمساعدة المحتاجين وتخفيف معاناتهم، كما يتحرى المسلمون إخراج صدقاتهم وزكواتهم في رمضان.
ويأتي رمضان هذا العام في ظروف استثنائية، إذ تركت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أثرها على الاقتصاد وعلى الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع؛ مما يتطلب من الجميع التكاتف، والعطاء، والبذل.
وبهذه المناسبة، نشرت W7Worldwide مؤخرًا استطلاعًا على موقع التواصل الاجتماعي الشهير Twitter بغرض معرفة الآراء والاتجاهات المتعلقة بخطط المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) في المملكة خلال شهر رمضان.
الاستطلاع الذي طرح سؤالًا مفاده: “ما هي خططك الرمضانية لاظهار المسؤولية الاجتماعية لشركتك خلال شهر التواصل؟” باللغتين العربية والإنجليزية، اجتذب 2411 صوتًا. قال حوالي 26.3٪ ممن شملهم الاستطلاع باللغة الإنجليزية و23٪ ممن شملهم الاستطلاع باللغة العربية إنهم “أقاموا شراكة مع المنظمات غير الربحية”.
وذكر ما يقارب 38.6٪ من الذين شملهم الاستطلاع باللغة الإنجليزية، و21.4٪ من المشمولين باستطلاع اللغة العربية إنهم قاموا بشراكة مجتمعية.
بينما قال أكثر من نصف الذين شملهم استطلاع اللغة العربية (55.6٪)، وما يقارب (35%) من المشاركين في استطلاع اللغة الإنجليزية إنهم يقومون بالأمرين معاً، حيث يعملون مع الجمعيات الخيرية، ومع المجتمعات المحلية في نفس الوقت.
وأكدت نتائج الاستطلاع أن معظم الشركات في المملكة العربية السعودية تأخذ التزاماتها بالمسؤولية الاجتماعية بجدية؛ رغبة في بذل أقصى ما تستطيع لمساعدة أكبر قدر ممكن من المحتاجين من خلال العمل مع الجهات الخيرية والمنظمات المعنية بذلك. كما تأخذ الشركات في السعودية على عاتقها مهمة التعرف على المجتمعات المحلية التي تعمل فيها، والإسهام فيها بما يترك أثرًا إيجابيًّا.
وظهر ذلك جلياً في المبادرات التي قامت بها كثيرٌ من الشركات في السعودية، فقد قدمت الشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء مساهمات بملايين الريالات للعديد من المنظمات الخيرية. فاستجابة سريعة للأزمة الحالية قدّمت شركات كثيرة -منها شركات الاتصالات، وشركات الطاقة، والبنوك السعودية- تبرعات تقدّر بالملايين إلى صندوق الوقف الصحي التابع لوزارة الصحة؛ بهدف دعم جهود الحكومة السعودية في معالجة الآثار المروّعة لجائحة كورونا المستجد (كوفيد-19) على الصعيد الإنساني والاقتصادي. وفي مظهر يتكرر كل عام شاركت كثيرٌ من الشركات في توزيع وجبات الإفطار، وسلال المواد الغذائية على الفقراء والمحتاجين.
فعلى سبيل المثال: أعلنت أرامكو السعودية وشركاتها التابعة لها دعم صندوق الوقف الصحي في وزارة الصحة بمبلغ 200 مليون ريال؛ لمواجهة الأزمة الصحية العالمية، ودعم مبادرة أجهزة التنفس الصناعية لغرف العناية المركّزة، ومبادرة أجهزة تنقية الهواء عالية الكفاءة للمحاجر الصحية، ومبادرة أدوات الوقاية للممارسين الصحيين والمرض،. كما أطلقت الشركة حملة تبرعات بين موظفيها تستهدف مساندة الأيتام والأرامل في مواجهة تبعات فايروس كورونا المستجد؛ بتوفير مواد غذائية أساسية، وأدوات الوقاية، ونشرات توعوية ومواد تثقيفية.
وجمعت الحملة التي انطلقت تحت شعار “بقاؤك في المنزل ضمان لسلامتك” أكثر من 6.45 مليون ريال تبرّع بها أكثر من 17 ألف موظف في أرامكو السعودية. والتزمت الشركة بدفع مبلغ مماثل لما تبرع به الموظفون في هذه الحملة؛ وذلك تشجيعًا منها لهم، ومضاعفة لأثر تبرعهم، ليصل بذلك إجمالي التبرعات إلى نحو 13 مليون ريال استفادت منه أكثر من 20 ألف أسرة موجودة في 15 مدينة في مختلف مناطق المملكة.
كما تبرعت شركة جرير للتسويق بمبلغ 20 مليون ريال سعودي (5.3 مليون دولار) لصندوق الوقف الصحي، بالإضافة إلى توزيع 10 آلاف جهاز لوحي ومحمول جديد؛ لتمكين الطلاب من ذوي الدخل المحدود من استكمال رحلتهم التعليمية عن بُعد في ظل الظروف الراهنة الخاصة بجائحة كورونا وتعليق الدراسة.
واستشعارًا للمسؤولية الاجتماعية والوطنية؛ تعهدت سدافكو أيضًا بمبلغ 10 ملايين ريال سعودي لدعم صندوق الوقف الصحي. كما أعلنت شركة ديتول بالتعاون مع موزعها المعتمد في المملكة شركة التموين العربي التجارية عن تقديم منتجات النظافة والتعقيم بقيمة تصل إلى مليون دولار أمريكي (3.87 مليون ريال سعودي)؛ للمساعدة في الحفاظ على سلامة العاملين في الخطوط الأمامية بقطاع الصحة السعودي.
هذه ليست سوى بعض الأمثلة الجديرة بالثناء على مبادرات المسؤولية الاجتماعية التي اتخذتها الشركات في المملكة العربية السعودية؛ لدعم المجتمعات المحلية ومؤازرة المبادرات الحكومية التي تهدف إلى الحفاظ على صحة ورفاهية المجتمع.