تعيش المملكة العربية السعودية فترة غير مسبوقة من التحول نحو مستقبل يعتمد على الابتكار والتحديث، إذ تتجاوز وتيرة التغيير الذي تمر به المملكة جميع التوقعات، وترسخ معايير جديدة في صناعة العلاقات العامة، والتي تترك بصمة لا تمحى على مشهد الأعمال والاتصالات في المملكة.
وتتناول W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية في هذة التدوينة أهم العوامل التي ساعدت على تطور صناعة العلاقات العامة في المملكة العربية السعودية، ولا سيما خلال السنوات الأخيرة.
وتشير الإحصائيات إلى أن صناعة العلاقات العامة في المملكة تشهدت تطورًا هائلًا، حيث بلغ حجم سوق العلاقات العامة السعودي 1.2 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقّع أن يستمرّ الرقم السنوي في النمو في السنوات التالية، بمعدّل نمو سنوي مركّب (CAGR) يبلغ 8% خلال المدة من عام 2023 حتى عام 2027.
مواكبة التغيرات
تعد المملكة إحدى الدول الرائدة في فهم طبيعة العلاقات العامة، ومواكبة التغيرات التقنية المتسارعة في الصناعة.
وفي السنوات الأخيرة ازداد طلب جميع القطاعات على خدمات العلاقات العامة بشكل كبير؛ وذلك لدورها الرئيسي في تشكيل التصورات، وتعزيز العلاقات والشراكات العالمية، ودفع النمو، وتحقيق التنوع الاقتصادي الذي تسعى إليه المملكة من خلال رؤيتها الطموحة 2030.
العصر الرقمي
لقد أطلق العصر الرقمي حقبة جديدة للعلاقات العامة، حيث أحدث التطور التكنولوجي، وظهور وسائل التواصل الاجتماعي تغييرًا جذريًّا في ديناميكيات الاتصال.
وواكب محترفو العلاقات العامة في المملكة العربية السعودية العصر الرقمي، وباتوا بارعين في استخدام المنصات الرقمية، والاستفادة منها في إشراك الجماهير، وإدارة السمعة، وتعزيز رسائل العلامات التجارية، والحفاظ على تنافسيتها.
سمعة الشركات
ومع التطور التكنولوجي وتوسع نطاق أعمال الشركات عالميًا، أصبح الحفاظ على سمعة الشركات، وتحسين وجودها في السوق بين الشركات المنافسة أمرًا بالغ الأهمية، وأصبح عنصرًا رئيسيًا في نمو صناعة العلاقات العامة.
وتبنت شركات العلاقات العامة في المملكة استراتيجيات اتصالية مبتكرة؛ لبناء سمعة الشركات، والحفاظ عليها، وحمايتها، وتعزيز صور علاماتهم التجارية، وتقويتها وقت الأزمات، وضمان ثقة أصحاب المصلحة بها.
الثقافة السعودية
وفي المملكة العربية السعودية -حيث التراث الثقافي الغني والمتنوع- تبرز أهمية الاتصال، حيث يضع محترفو العلاقات العامة الرسائل التي تتماشى مع الثقافة السعودية، وموروثها الثري، وتتناغم مع ثقافات الجماهير المحلية، والقيم السعودية؛ وهو ما يؤدي إلى وجود حملات علاقات عامة فعالة، وتحقق أهدافها.
المبادرات الحكومية
لا يقتصر الإقبال على العلاقات العامة على القطاع الخاص فقط، إذ نجد إقبالًا كبيرًا من الحكومة السعودية على العلاقات العامة، وخاصة مع ارتفاع حركة الانتعاش الاقتصادي، والتحول نحو تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، وإطلاق مشاريع اقتصادية ضخمة، حيث تؤكد رؤية 2030 والمبادرات المماثلة على دور الاتصال الفعال في تحقيق الإنجازات الوطنية.
وتقوم وكالات العلاقات العامة السعودية بدور مهم في جذب الانتباه للمشاريع الوطنية، وإيصال الرسائل الحكومية للجمهور، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتسليط الضوء على ما تتمتع به المملكة من مقومات سياحية.
الفرص والتحديات
على الرغم من النمو الهائل لصناعة العلاقات العامة في المملكة، إلا أنها تواجه تحديات من أهمها: تغير المشهد الإعلامي باستمرار، والحاجة إلى الإبداع، وتطوير استراتيجيات مبتكرة.
ومع ذلك، يرى آخرون أن هذه التحديات تمثل فرصًا للابتكار والنمو، وتدفع الصناعة نحو آفاق جديدة.
ختاما
في حين تواصل المملكة العربية السعودية رحلتها الطموحة نحو المستقبل الواعد، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030، تسير صناعة العلاقات العامة بخطى ثابتة، وتعمل جنبًا إلى جنب مع جميع القطاعات نحو التقدم، فمن خلال إنشاء القصص الإعلامية، وإقامة العلاقات، وتشكيل التصورات عن المؤسسات، أصبحت العلاقات العامة ركيزة أساسية في عملية النمو الاقتصادي للمملكة.
ويكشف مشهد العلاقات العامة المزدهر في المملكة قدرة العلاقات العامة على إحداث ثورة في الطريقة التي تتواصل بها الشركات والعلامات التجارية، وتحقق أهدافها، وتحافظ على سمعتها.
TAGS