تحديث خطط التواصل ضرورة للتعافي والاستدامة والتصدي لتداعيات الفيروسات
في الوقت الذي تسير فيه دول العالم نحو التعافي الاقتصادي، ووسط تحذيرات منظمة الصحة العالمية بأن “أوميكرون” المتحور من فيروس كورونا، لن يكون آخر المتحورات، وتحذيرات أخرى من تفش محتمل لفيروس “زيكا”، الذي يسبب عواقب وخيمة على الأطفال أثناء فترة الحمل، إضافة إلى رصد أول إصابة بفيروس جدري القرود في بريطانيا، باتت العلامات التجارية بحاجة إلى تحديث استراتيجيات التواصل لتستجيب لتلك التطورات، والاحتياجات المتغيرة لأصحاب المصلحة، بهدف تحقيق الاستدامة البيئية، والاجتماعية؛ والحفاظ على سمعة وثقة جيدتين.
لقد أعادت هذه التطورات الشركات حول العالم والتي بدأت التعافي من تداعيات جائحة Covid-19، إلى مربع القلق والخوف، وأثارت تساؤلات عدة لديها بشأن تاثير ذلك على أدائها؟ وكيف ستتمكن من الحفاظ على استمرارية أعمالها؟ وما هي السياسات الجديدة التي ينبغي تطبيقها على موظفيها وعملائها؟ وكيف تتواصل معهم؟.
خطط التعافي في أنحاء العالم للتعافي، اصطدمت بالواقع الجديد، وبات لزاما على العلامات التجارية أن تتكيف معه، وتلبي متطلبات أصحاب المصلحة من موظفين، وعملاء، ومجتمعات؛ للبقاء في دائرة المنافسة، والمحافظة على سمعتها، وهو ما تطلب إجراء تغييرات في نماذج الأعمال، وممارسات العمل، وخطط الطوارئ، وما تقدمه للمجتمع، وخطط التواصل.
وفي خضم هذه التطورات، يبرز دور مختصي التواصل والعلاقات العامة في دعم أصحاب المصلحة وطمأنتهم، من خلال تنفيذ استراتيجيات تواصل متعددة القنوات، تتواصل من خلالها العلامات التجارية مبكرا، وبدقة، وفعالية مع أصحاب المصلحة، مع استحداث نماذج جديدة؛ للعمل والتشغيل بسلاسة، وبسرعة؛ وإحداث تغييرات هيكلية في الشركات والصناعة عموما، بهدف التكيف مع التغيرات الحاصلة.
ولأجل مساعدة العلامات التجارية في المراحل المختلفة للأزمة، واستنادا إلى معرفتها وخبرتها في التعامل مع الجائحة ومراحل تطورها، أصدرت وحدة الدراسات التحليلية لدى W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية، دليل تواصل مكونًا من 7 خطوات، للتعامل مع التعافي من الجائحة وما يظهر من فيروسات أخرى.
ويشدد الدليل على دور المسؤولين التنفيذيين في الشركات للتعامل مع الأزمات الناجمة عن الفيروسات، والعمل تحت ضغوط لا تكاد تتوقف، واتخاذ القرارت الحاسمة التي تدعم شركاتهم وتضعها على الطريق الصحيح للنمو، والمحافظة على الأعمال، مع التخطيط للمستقبل في وقت الأزمات، وتحقيق الاستقرار في المؤسسات.
وعلى رغم أنه لا توجد إجابات حاليا للكثير من الأسئلة المثارة بشأن متى تنتهي الجائحة، وكيفية التعامل مع الفيروسات الأخرى، فإن التواصل مع اصحاب المصلحة، ومشاركتهم المعلومات الجديدة، يظل عنصرا حاسما في تنفيذ أي استراتيجية تواصلية مؤسسية.
ويتعين توفير المعلومات عن التغيرات الجديدة بشكل سريع وواضح، عبر القنوات المتاحة مثل: البريد الإلكتروني، أو مدونة الرئيس التنفيذي، أو مؤتمرات الفيديو، أو الرسالة الإخبارية الداخلية للموظفين، لأن عدم اليقين بالتغيرات يترك مجالًا واسعًا للتكهنات، ونشر المعلومات المضللة.
ويحث الدليل العلامات التجارية على وضع خطط استباقية للتواصل الخارجي مع الجماهير المستهدفة بشأن متحورات الجائحة والفيروسات الأخرى، ومدى التقدم في تعافي الدول من تداعيات الحائحة، ومعرفة التطورات أولا بأول للإجابة عن الأسئلة الشائعة والجديدة، مما يحافظ على استمرارية الأعمال، ويظهر الالتزام تجاه جميع أصحاب المصلحة، وكسب ثقتهم.
ويجب أن تكون هذه الخطط مرنة وقابلة للتحديث للتكيف مع التطورات، مع تغيير ممارسات العمل؛ وتعريف أصحاب المصلحة بالإجراءات التي سيتم اتخاذها.
ويعد تعزيز التواصل، وتحديث الخطط، أمرا مهما للحفاظ على صورة العلامة التجارية، إذ إن التواصل مع أصحاب المصلحة عبر رسائل ابتكارية حول المسؤولبة الاجتماعية والاستدامة، يبني سمعة إيجابية لها، ويعزز الثقة بها؛ حيث تساعد الثقة في تحويل أصحاب المصلحة إلى داعمين ودعاة للعلامة التجارية، مما يزيد من قوتها في وجه الأزمات.
كما يتعين على الشركات أن تسلط الضوء على دورها في تحقيق الاستدامة وبناء عالم مستدام، حيث يعتقد ثلثا الجمهور المستهدف بضرورة قيام الشركات بدور مهم في التغير المناخي، لذلك من المهم أن تثبت الشركات مؤهلاتها في الاستدامة؛ خاصة أن الجمهور يدعم الشركات التي تمتلك استراتيجيات تدعم مستقبلًا بيئيا واجتماعيا مستداما.
TAGS