<

في عصر التطور الرقمي وصلنا لأعلى معدلات استهلاك الوسائط، وأكثر استخدامات المحادثات عبر الإنترنت على الإطلاق، وعلى العلاقات العامة مواكبة هذا التطور الجيد بتطوير استراتيجياتها لتبنّي العلاقات العامة والتواصل الرقميّ، يُضاف إلى ذلك ما حصل من تغيّر في أنماط حياتنا وعملنا؛ نتيجةً لجائحة كورونا التي انتشرت في العالم، فتغيرت الطريقة التي نعيش بها، ونختلط بها، ونقوم بها بأعمالنا، ولذا تحتاج الشركات لمتابعة المشهد الرقميّ المتغيّر وتحليله؛ لإعداد حملات علاقات عامة رقمية مبتكرة تعزز الوعي بالعلامة التجارية، وتسعى لكسب عملاء جدد.

ومع الانتشار الواسع وظهور ما يُدعى بـ (المؤثرين والمشاهير) في القنوات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي فقد أصبح للجميع قدرة على أن يتحدثوا ويؤسسوا قنواتهم بأنفسهم، في الزمن الحالي يستطيع أي شخص إنشاء مدونته، أو صفحة يوتيوب، أو صفحاته الاجتماعية على فيس بوك، أو إنستقرام، او تويتر، وهذا يعني كذلك أن لجمهورك القدرة على التفاعل ونشر نشاطك التجاري أو إنهاءه بتفاعلهم خلال مدة زمنية قصيرة؛ وبمعرفة ذلك فإن على مختص العلاقات العامة إدراك دوره المهم أكثر من أي وقت مضى في المشهد الرقمي، وعليه إتقان فن توجيه الجمهور والتواصل معهم رقميًّا.

والسؤال هنا: كيف تحقق أقصى استفادة من العلاقات العامة الرقمية؟

1- استمر بالمحتوى الجيد والقصص الرائعة: ما يزال المحتوى الجيد مهمًّا كيفما كانت الوسيلة التي يُعرض بها، وما يزال الناس يحبون الأخبار الجيدة، والقصص الشيقة، كما هو حالهم دومًا، ولذا فإن على محترف العلاقات العامة الاستمرار بكسب وسائل الإعلام عن طريق تقديم قصص رائعة، مكتوبة جيدًا.. ويظهر الفارق بين الطريقة الرقمية عن العادية في كيفية استخدام هذه القصص، فما كنت تنشره على شكل بيان صحفي رائع، أصبحت له طرق متعددة لتشارك جمهورك قصتك، فعلى سبيل المثال: يمكن أن تكون قصتك بيانًا صحفيًّا في صحيفة إلكترونية، أو تدوينة على موقعك، أو منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عرضًا تقديميًّا أو مقطعًا يوضح المستجدات وأهم الاحداث الحالية، والقائمة تطول من الأشكال المتاحة فاختر ما يناسبك.

2- عزّز ظهورك باستخدام وسائل الإعلام المصغرة: هناك طرق كثيرة لتصل لجمهور المستهدف عبر التواصل الرقميّ، فبعد ظهور المواقع والمدونات الإخبارية الرقمية ظهرت منشورات جديدة، وطرق مستحدثة لمتابعة الأخبار، كاللحظات على تويتر، والقصص على إنستقرام، والرائج أو الترند في سناب شات، وغيرها.. كلها طرق تقدّم أشكالًا جديدة للأخبار اليوميّة، وتختلف اهتمامات الجماهير في كل منصة، ولهذا فقد انقسموا لمجموعات بحسب اهتماماتهم، وما يعدونه مصدرًا موثوقًا للمعلومات اليومية، ولذا يحتاج محترفو العلاقات العامة إلى معرفة المنصات التي يوجد فيها جمهورهم المستهدف، والتي تتناسب مع أعمالهم، ومن ثم الاستفادة منها.

3- اعقد شراكات رقميّة لمنافع متبادلة: في الزخم الإعلامي الرقميّ، قد تجد علامات تجارية تتوافق وتتناسب مع اختصاصك ومجالك، وهنا يمكنك عقد شراكات لإعداد محتوى مشترك رقميًّا مع تلك العلامات المتقاربة معك، وبذا تكوّنان تعاونًا رقميًّا، فكّر بمن قد يكون مهتمًا بقصتك، ولماذا، ثم وحدا جهدكما ونسقا للتحدث للجمهور نفسه بمحتوى يعلن عنك في إطار شراكة مع شركة أخرى أو علامة أخرى؛ سيعود ذلك بالمنفعة عليك بكسب ثقة الجمهور، وجذب انتباههم.

4- كن رائدًا في قيادة الفكر: كثير من العملاء هم قادة أعمال، ومبتكرون، وخبراء في مجالهم، وبالنظر إليهم بهذا المنظور فإنك ستعرف ما تفعله وسائل الإعلام عندما تحتاج لمعرفة المزيد عن موضوع معين، ببساطة ستتجه وسائل الإعلام إليك بصفتك خبيرًا في مجالك، ومع أن ذلك قد يبدو شيقًا إلا أنه لا يخلو من صعوبة تتطلب منك موازنة مهمة، فبصفتك قائدًا عليك مزج المحتوى المقنع الجيد مع رسالتك وأن ترفد نقل الرسالة بشيء مقنع يتلاءم معها، فمع وجود كم هائل من المحتوى الرقمي عبر الإنترنت، يمتاز المحتوى الجيد بتفرّده، وهو العامل الرئيس لتمييز (قادة الفكر) في مجالهم.

5- استخدم الوسائط المتعددة، فهي تجذب الجماهير: ينجذب مستخدمو الإنترنت للصور والمقاطع الرائعة، وكذا تسهم الرسوم البيانية والإحصاءات في تيسير المعلومة وإفهام القارئ، ما يجعله مستمتعًا بقراءة قصتك، وهو أمر مهم في زمن يمسح فيه الجمهور المحتوى الإخباري بصريًّا بسرعة على هواتفهم، وهناك العديد من أشكال الوسائط على كافة المنصات، لذا احرص على التنويع واستخدام مختلف الوسائط.

6- اجعل منصات التواصل الاجتماعي وسيلة اتصالك المباشرة بالجمهور: مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أنهت دور الوسيط والطرف الثالث بينك وبين جمهورك، ونقلت التواصل لمستوى آخر هو التواصل الرقميّ المباشر، فيتعيّن على ممارس الاتصالات أن يدير بنجاح العلاقات العامة عبر الواجهة الرقمية، وأن ينتقل من التواصل عبر وسطاء إلى الاستماع والتحدث مباشرةً مع الجمهور في منصات التواصل الاجتماعي، ثم يضيف إلى رواية قصصه البحث عن قصص العميل ومشاركتها، وتخيّر أفضلها للعمل عليها ونشرها رقميًّا.

أخيرًا: تعني العلاقات العامة الرقميّة مزج العمل التقليدي للعلاقات العامة وتسويق المحتوى رقميًّا باستخدام مهارات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، وتحويل الأخبار التقليدية إلى محتوى تفاعليّ مع الجماهير، والاستغناء عن الوسطاء للتحدث مباشرةً لجمهورك المستهدف على الإنترنت، كما أنها تفيد في نشر الأخبار بشكل أوسع وأسرع وتصل مباشرةً لجمهور محدد ومستهدف أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا، كما أنها تزيد من انتشار الأخبار على عدة منصات، وبأشكال متعددة، ووسائط كثيرة، ما يخلق شعورًا بالرضا عن تغطيتك الإعلامية وإدارتك للمحتوى الإعلامي رقميًّا.

TAGS

 

 

Default Comment (0) Facebook Comment ()

Your email address will not be published.

[wpdevart_facebook_comment curent_url="http://developers.facebook.com/docs/plugins/comments/" order_type="social" title_text_color="#000000" title_text_font_size="22" title_text_font_famely="monospace" title_text_position="left" width="100%" bg_color="#d4d4d4" animation_effect="random" count_of_comments="2" ]