العلاقات العامة والصحافة: كيف توظّف تلك العلاقة الوثيقة مع وسائل الإعلام؟
لا شك أن التعامل مع الصحافة جزء من استراتيجية العلاقات العامة؛ لإيصال رسائل الشركة للجمهور المستهدف وأصحاب المصلحة؛ وذلك لأنها تمثّل طرفًا ثالثًا ذا مصداقية عالية، وحتى مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، تبقى الصحافة ووسائل الإعلام الخيار الموثوق والأكثر فعالية والأقل تكلفة لمختص العلاقات العامة؛ لتعزيز الصور الذهنية، وإيصال الرسائل للجماهير.
إذا عرضت قصة شركتك أو منتجك على الجهة الصحيحة في مؤسسة إعلامية، أو على صحيفة مناسبة؛ والتي ستنشرها على شكل مقالٍ عن موضوعٍ ما، أو حدثٍ في الوقت الصحيح؛ فإن ذلك سيؤدي لإيصال رسالتك لأكبر قدر من الجمهور، وهنا يتضح لك هدف حملة العلاقات العامة الناجحة، فهي تسعى لإحداث ضجة كبرى من خلال التغطية الإعلامية المنتشرة في وسائل مختلفة، كوسائل الإعلام المطبوعة والرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي. وهنا تظهر براعة ممارسي العلاقات العامة المتميزين، والذين يخصصون جزءًا كبيرًا من جهدهم في تعزيز العلاقات مع وسائل الإعلام المختلفة، وتوطيد التواصل المستمر مع المحررين والمراسلين والصحفيين في وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، وكذا منتجي البرامج ومقدمي الأخبار في القنوات التلفزيونية والإذاعية.
وبهذا المفهوم تعد العلاقات الإعلامية عنصرًا لا غنى عنه لنجاح حملات العلاقات العامة، وهنا يتضح قدر التعاون والتنسيق بين العلاقات العامة والإعلام، وعدم انفصالهما عند وضع استراتيجية للظهور الإعلامي، وكذلك فإن استراتيجية العلاقات العامة التي تُعدّ ويُخطّط لها جيدًا، والتي تُنفّذ بدقة واحترافية أمرًا مهمًّا لأي شركة تسعى إلى زيادة ظهورها الإعلاميّ.
وهنا السؤال: كيف يمكنني التنسيق لحملة علاقات عامة بالتعاون مع وسائل الإعلام؟
اروِ قصةً ملهمة: يتلهّف الكثيرون لعرض أخبارهم يوميًّا على وسائل الإعلام والصحف، ويتلقى الصحفيون مئات رسائل البريد الإلكتروني التي تتنافس للفوز بالتغطية الصحفية، وبصفتك محترفًا في العلاقات العامة فإن نجاحك يعتمد على جذب انتباه المحررين والصحفيين لقصتك، وذلك معتمدٌ كذلك على جودة روايتك للقصة، وتوقيتها، فعلى قصتك أن تكون متميزةً وبارزة بين البيانات الصحفية الأخرى للشركة، وأن يكون لها صلة بالمحرر وجمهور المؤسسة الإعلامية.
وطِّد علاقات طويلة الأمد: إن الصحفي الذي تربطك به معرفة طويلة، وعلاقة عمل ممتدة قد يفيدك وينسّق لتغطية إعلامية أكثر من صحفي لا تربطك به علاقة عمل أو معرفة؛ ولذا على مختص العلاقات العامة توطيد علاقات عمل ومعرفة بالوسط الصحفيّ، وعليه ألا يقصر دائرة معارفه على محيط عملائه، ولتوطيد تلك العلاقات يمكنك أن: تستضيف حدثًا، أو تدعو لاجتماع غداء منتظم، أو تقدّم حقائب هدايا أو حزمًا مجانيّة، فكلها تسهم في خلق علاقة إيجابية وودية مع الإعلاميين.
اعقد شركات متبادلة المنافع: تفيد العلاقات العامة الجيدة جميع الأطراف المتعاونة فيها، وهذا التعاون يضمن حصول كل طرف على ما يريد: فوكالة العلاقات العامة مستفيدة بتوفير تغطية لأخبار عملائها، وكذلك الإعلاميون مستفيدون بحصولهم على محتوى قيّم وذا جودةٍ عالية يشاركون به جماهيرهم وقرّاءهم، لذا يجب على ممارسي العلاقات العامة أن ييسروا حصول الجهات الإعلامية على ذلك المحتوى؛ بتزيدهم بما يحتاجون إليه لبناء القصص والأخبار الصحفية وجزئياتها وخطوات التواصل مع بقية وسائل الإعلام، كتزويدهم بأفكار القصص، أو إتاحة فرص للظهور الإعلاميّ أو المقابلات، أو متحدثين أو مشاهير لرواية القصة، أو مشاركة الرؤى المستقبلية لصناعةٍ ما، أو محتوى متميز عن مجالٍ ما.
كن صبورًا: أبقِ تواصلك مع الإعلاميين والصحفيين حتى لو لم تُنشر بياناتك الصحفية، فمع التواصل المستمر تُبنى العلاقات الجيدة مع مرور الوقت، وستحصد ثمارها بظهور قصصك ومقابلاتك في وسائل الإعلام.
TAGS