هل العلاقات العامة مجانية حقًّا؟
على عكس الشائع عن العلاقات العامة، فلا شيء مجاني فعلًا، يُقال: (إن لم تدفع للسلعة؛ فاعلم أنك أنت السلعة)، ففي كل استثمار هناك تبعات مالية، وبالطبع.. هناك تكاليف للتغطيات الإعلامية، وقد تتراوح بين تأمين (المكان المناسب، أو الجهد المناسب، أو المهارات المطلوبة، أو التكاليف المالية).
أجل.. تُعد العلاقات العامة مجانيةً في أصلها، غير أنها تنطوي عن كثير من الجهود؛ لإعداد حملاتها، وتحقيق نتائج مرضية.
ولتوضيح ذلك: يستغرق إحداث أثر ممتد، وتكوين صورة ذهنية طويلة في وسائل الإعلام وقتًا طويلًا، وهو لا يحدث بين عشيةٍ وضحاها (انظر تدويناتنا عن خرافات العلاقات العامة)، فالحملات تبدأ بوضع استراتيجية محددة، ورسائل أساسية، وتمتد لأشهر من البحث والعمل الجاد من فريقٍ متخصص، وهذه أقل المتطلبات الأساسية لصناعة حملةٍ لائقةٍ في وسائل الإعلام، يُضاف لذلك: أن اختيار الفريق المناسب، والمكان المناسب، ووسيلة الإعلام الأفضل للحملة الإعلامية يتطلب وقتًا وعلاقات لا تُبنى ولا تُقرّر بحضور حفلٍ أو مؤتمر صحفيّ واحد.
ولذلك يتقن محترفو العلاقات العامة التواصل مع الأشخاص الأنسب في المكان الأنسب والوقت الأفضل، وهنا يكمن الخطأ في سلوك بعض مختصي العلاقات العامة حين لا يكونون حاضرين، أو مستعدين، أو متاحين حين يتواصل معهم الصحفيون، أو لا يملكون علاقات وثيقةً معهم، وبغياب التواصل المستمر لا مجال لبناء علاقات وثيقة مفيدة مع الصحافة والإعلام، كما أن الاستمرارية وتسخير الجهود يمثلان جوهر مهنة ممارس العلاقات العامة، يرفده كونه متاحًا للتواصل في كل وقتٍ.
وتظهر نتائج هذا الجهد الممتد، والبناء المتواصل على المدى البعيد، فله أهميته في بناء سمعة العلامة التجارية، والصورة الذهنية للشركة، والتي تمثّل رحلةً مستمرةً تحتفظ بودّ وولاء العملاء القدامى، وتجلب العملاء المحتملين والجدد، وعليه فهي ليست هدفًا أوحد، بل خطوةً من استراتيجية كاملةٍ قد تنتهي بتحقيق المبيعات.
إذن: كيف توظّف خبراتك وتواصلك في العلاقات العامة لتكوين حملةٍ ناجحة؟
افهم كيفية عمل العلاقات العامة؛ لتحديد الخيارات الأنسب لك.
ادرس جمهورك، والسوق الذي تعمل فيه، ومنافسيك، وحدّد الخبرة التي ستستخدمها؛ لبناء الاستراتيجية المناسبة (حدّد: الجمهور المناسب، والوقت المناسب).
تأكّد من قوة اتصالاتك الإعلامية، وفاعليتها (حدّد المكان المناسب، والأشخاص الأنسب، ووسيلة الإعلام الأفضل).
TAGS