وفقاً لتقرير صادر من موقع Business 2 Community، ستكون إحدى أولويات شركات العلاقات العامة في 2020 هو مساعدة العلامات التجارية على اتخاذ مواقف محددة من القضايا الاجتماعية، حيث لم تعد أدوار الحملات الإعلامية محصورة أو مقتصرة على خلق الوعي بالعلامة أو توليد مبيعات منتجاتها المختلفة، بل تجاوزه إلى أبعد من ذلك، من حيث مساهمتها الفعالة في التخطيط للسياسة الاجتماعية للشركات ومؤسسات القطاع العام أيضًا.
ويؤكد العديد من الخبراء، بأن تخصيص الحديث عن المشاكل التي تواجه العملاء أو تؤثر عليهم، باتت أمرًا ملحًا وحيويًا، وهو ما يتطلب من وكالات العلاقات العامة مساعدة العلامات التجارية على تفعيل نمط التواصل مع قاعدة عملائها، بهدف تعزيز الولاء وكسب الاحترام المتبادل بين الطرفين.
لقد أصبح بمقدور العلامات التجارية ذات المصداقية العالية أن تتخذ موقفًا بشأن قضية ما، لدفع المجتمعات إلى التغيير الإيجابي المنشود والمطلوب لتنمية الإطارات الاجتماعية نحو الأفضل، ووفقًا لمسح أجرته Sprout Social قبل عامين (2018) فإن 66 % من المستهلكين يرون أهمية اتخاذ الشركات للمواقف في مختلف القضايا الاجتماعية أو السياسية.
لا يمكن للعلامات التجارية في هذه الأيام التغافل عن الأحداث المهمة التي تؤثر على منظومة عموم المستهلكين، على اعتبار أنها جزء من خريطة المجتمع التفاعلية، لكن عليها الانتباه إلى أن الكثير من القضايا الاجتماعية الحساسة لها جوانب متعددة، وأن الانحيار إلى طرف ما على حساب آخر له تداعيات سلبية في الغريزة الاستهلاكية
المستقبلية للمجتمع، وقد يؤدي إلى تنفير العملاء والمستثمرين المحتملين معًا.
فعلى سبيل المثال، قامت شركة جيليت الأمريكية المعروفة بمنتجات الحلاقة بعمل إعلان وصفته بالرجولة السامة على خلفية حركة #MeToo، دعت فيه الذكور بأن “يكونوا أفضل” بتعاملهم مع السيدات في حياتهم، لكن ما لم تتوقعه الشركة أن إعلانها فجّر جدلاً واسعًا على كل المستويات والأصعدة، وحظي بردود إيجابية وسلبية كبيرة متوازية.
أهم خطوة بالنسبة لشركة العلاقات العامة عند تخطيط “السياسة الاجتماعية” للعلامات التجارية، هي تحديد ما يهم العملاء أولًا، لأنه بمجرد اتخاذها الموقف، سيكون من الصعب عليها التراجع عنه، وهي عرضة للمحاسبة الاجتماعية أو التقدير الاجتماعي على حد سواء، لذلك اختيار المواقف أمر محموم بالمخاطرة والمغامرة، فيجب هنا على الوكالة مساعدة الشركات ومؤسسات القطاع العام على وضع خطة طويلة الأجل لحماية العلامة التجارية من الآثار المتخذة، والحرص على إشراك العملاء في محادثات مستمرة حول الموقف الذي اتخذته والالتزام به في سياساتها وإستراتيجياتها القادمة.
أخيرًا .. هناك قاعدة مهمة وهي أن تنفيذ حملات القضايا الاجتماعية بالشكل المهني والتخطيط السليم، لن يُسهم في توضيح موقف الشركة الإيجابي للمجتمع، بل في إحداث التأثير الحقيقي المتمثل في كسب الولاء المستمر من قبلهم، وتأييدها الدائم في مختلف المواقف الاجتماعية.
TAGS