كشف تقرير استشاري صادر حديثًا عن وحدة الدراسات التحليلية لدى W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية أن جائحة كورونا “كوفيد-19” وضعت العلامات التجارية تحت مجهر نقد وسائل الإعلام والرأي العام؛ وهو ما عرَّضه أنشطتها إلى التدقيق المكثف.
وأكد التقرير المتاح قراءته على موقعها الرسمي (الرابط) على خسارة العديد من العلامات التجارية لسمعتها السوقية منذ بدء الجائحة في مارس من العام الماضي، وأشار فريق وحدة الدراسات التحليلية إلى أهمية إعادة الشركات والمؤسسات العامة النظر في طريقة تواصلها مع أصحاب المصلحة المباشرين (العملاء) خصوصًا، ومجتمعها المحلي على وجه العموم؛ من خلال سرعة تكيفها ومرونتها للتغييرات المستمرة في القطاع.
وعنون الفريق الاستشاري التقرير بـ “7 خطوات لتحقيق المرونة الكاملة للعلامات التجارية خلال COVID-19“، ويهدف من ذلك تسليط الضوء على العوامل الرئيسة التي يجب أن يهتم بها المتخصصون في العلاقات العامة والتواصل؛ لبناء استراتيجية استباقية تحمي سمعتها في الأوقات الطارئة، ومن ذلك: “تعزيز الثقة”، من خلال قيام الشركات بسرد قصتها أثناء الأزمات؛ وهو ما يدفع أصحاب المصلحة إلى الدفاع عنها وحمايتها، وشدد على أنه “كلما زادت الثقة في العلامة التجارية؛ قويت حظوظها في تجاوز الإخفاقات المحتملة التي قد تؤدي إلى الضرر الدائم لسمعتها”.
أما الخطوة الثانية فهي “الاستماع والتعلم“، فالعلامات التجارية معرضة دائمًا للخطر خاصة من جيل العملاء الجديد (الشباب) الذين يتمتعون بإمكانية الوصول الفوري إلى منصّات التواصل الاجتماعي (Twitter وFacebook)؛ للتعبير عن عدم رضاهم إذا ما واجهوا أي تجربة سيئة مع الخدمات أو المنتجات، ويمكن معرفة ذلك عبر أدوات مراقبة المنصات والإنترنت، وهو عنصر حاسم في خلق التصورات المتكاملة عن جمهورك المستهدف وأقرب منافسيك.
ومن الأساليب التي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز مرونة العلامات التجارية ما يعرف بـ “تبني التقنية الرقمية”، التي استطاعت تغيير طريقة التواصل، والتعلم، والتسوق أثناء الجائحة، ومع قيام القطاعات عمومًا بتبني التحوّل الرقمي في عملياتها التشغيلية، تظل هناك حاجة إلى إعادة تموضع العلامة التجارية السوقية في ظل المتغيرات المستمرة.
ويعد “تحديد هدف العلامة التجارية” الخطوة الرابعة، وهي نقطة مهمة جدًا، وعلى القطاعات الحرص والتركيز عليها، إذ إن صفتي المسؤولية والإنسانية محركان استراتيجيان في تعزيز مرونة العلامة التجارية في السنوات القادمة، وعدَّ التقرير الاستشاري “التحلّي الإنسانية” من العوامل التي تسمح بشعبية التواصل وأنستنه؛ ما يسهم في خلق علاقة تعزز معاني المنفعة المتبادلة، والالتزام، والثقة؛ وهو ما سيكون له دور فعّال في تعزيز صمود العلامة التجارية، وتكيفها في مواجهة الأزمات المحتملة مثل جائحة Covid-19.
وتتمثل الخطوة السادسة في طريق الوصول لهدف المرونة في بناء “استراتيجية العلامة التجارية”؛ لمواجهة ضغوط السوق والأزمات المحتملة، ويمكن ذلك من خلال خطة طويلة الأجل للتطوير تضمن الوصول إلى الأهداف المحددة سلفًا، أما “الاستعداد للمستقبل” فهو الركيزة الأخيرة لتحقيق المرونة المطلوبة، ولا يعني ذلك السعي لتلبية حاجة فورية تفرضها المتغيرات الجديدة، ولكنه يعني السعي في خلق طريقة لبناء علاقات أعمق وأكثر جدوى مع الشركاء، والموردين، والعملاء.